20 سبتمبر 2025
تسجيلبالأمس حول موضوع سعة الصدر، قلنا بأنه ولكي يسعد المرء منا في حياته ولا يعش قلقاً متوتراً لاعتقاد أو وهم يعيشه ، بسبب أن ما يذهب إليه هو الصحيح لا غيره وتجده يحارب من لا يتوافق معه في الرأي ، عليه أن يوسع صدره أو يجعل أفقه واسعاً رحباً ونكمل اليوم بقية الحديث حول هذا الأمر .. من هنا إذن حاول أن تستمع إلى الآخرين، وألا تنفعل إن خالفوك الرأي، بل ابحث عن الجزء الصائب في الرأي المخالف، وابدأ منه المسيرة الإيجابية، فلعل تلك النسبة الضئيلة من الصواب تفتح لك آفاقاً لم تكن لتدركها لولاها ، بل لعل ذاك المخالف لك يفتح أيضاً بصيرتك قبل بصرك على أمور كنت غافلاً عنها لسنوات طوال، معتقداً أنك على صواب وصراط مستقيم. إذن وحتى تنجح في حياتك، هناك قواعد لا بد أن تراعيها، الأولى منها أن تستمع إلى الآخرين برحابة صدر، وألا تحاول كقاعدة ثانية ، انتقاد آرائهم لمجرد أنها لا تتوافق مع آرائك ، دون أن تدخل حواراً جاداً إيجابياً ، فذلك أفضل من إجهاد نفسك في البحث عن نقاط الخلاف من أجل النقد، بل لِمَ لا تبحث عن نقاط الاتفاق أولاً وقبل كل شيء، فإنك إن فعلت، أرحت نفسك من توترات وإجهادات نفسية أنت في غنى عنها دون ريب. القاعدة الثالثة، ولكي تضيف نجاحاً إلى نجاحاتك في الحياة وتعيش حياة هانئة هادئة خالية من التوتر والقلق والتربص بالآخرين، لا تحاول أن تعتقد بصوابية رأيك دائماً ، معتمداً على سنوات عمرك وبعض مؤهلات علمية ودورات تدريبية وقراءات من هنا وهناك، بل عليك أن تعتبر نفسك دائماً طالب علم تتعلم، فليس عيباً أن تتعلم ممن يصغرك سناً ويقل عنك علماً وثقافة، ومن قال إني أعلم وأعرف مكتفياً بما درس وتعلم في سنوات سابقة من عمره، فهو بذلك يعلن جهله علانية.. تلك كانت قواعد ابتدائية سهلة من أجل أن يعيش المرء منا دون توترات بسبب آراء تتحمل الخطأ والصواب ، ذلك أن " كلٌ يُؤخذ من كلامه ويُرد إلا صاحب هذا القبر" كما قال الإمام مالك رحمه الله ، ويقصد بصاحب القبر خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم ..