14 سبتمبر 2025
تسجيلخلف سور الشرفة العالي أوقفته على كرسي صغير يرفعه قليلاً عن الأرض ليرى الشارع.. فجأة رفع رأسه وهلل.. - شوفي.. شوفي - تتبعت مستوى إشارة إصبعه، ثم قالت: - فين؟ مش شايفه حاجة - أهو.. هناك أهو - مين ده؟ - القمر الصغير - آه شفته.. ده هلال مش قمر يا حبيبي - القمر الكبير راح فين يا ماما؟ - مسافر يا قلبي - زي بابا؟ - أيوه يا حبيبي زي بابا - القمر الكبير حيرجع إمته؟ - بعد أسبوعين - وبابا حيرجع إمته؟ سؤاله الخنجر غاص إلى آخر قلبها، مفجراً أحزاناً ودموعاً وأوجاعاً تدوس على عصبها المكشوف فتحدث ألماً خرافياً.. وعاد يسألها: - بقولك بابا حيرجع إمته؟ - سؤاله يزلزل روحها، ويستحضر فجيعة لحظة رأته، وقد حملوه لها وثقب يعلو قلبه ينزف حتى سافرت روحه إلى ربها دون أن يسمعها أو تسمعه! فقط عيون مفتوحة، ويد باردة. أوَ تقول له: إن القمر سافر، ولن يعود أبداً؟ أم تقول إن القمر مات؟ - جذبها من ذراعيها مش بتردي ليه؟ لـمّتْهُ في حضنها تحكم إغلاق السويتر على صدره، وتقبل كفيه الباردتين، راح يتابع ضجة الشارع، والعربات المسرعة، واسفلت الشارع يلمع تحت مطر ينساب كدموعها. - يلتفت يسألها إنتي سقعانة ياماما؟ - أيوه .. لأ مش سقعانة. - أمّال بتترعشي ليه؟ لمت كفيها تحت إبطيها واستدارت بعيداً عن مرمى عيون الصغير التي راحت تلمع في الليل بفعل ألق مصابيح الإنارة المقابلة، أعطت ظهرها للشارع لتجد نفسها في مواجهة طريق ممتد، لا نهاية له. * طبقات فوق الهمس شجون قاهرة المعز * إلى متى ستظل الحكومة مشغولة بمراقبة أصابع الشعب؟ ولا واحد استطاع الإجابة رغم استعانته بمائة صديق!! * كم من سجناء دون قفص، وكم من طلقاء لا يفارقهم القفص!! * أشير على الإخوة الأعزاء المتخصصين في البحث عن المعارضين لاعتقالهم، وتوقيفهم، ومصادرة حرية تعبيرهم بالبحث عما هو أهم، وأجدى، وأنفع، بالبحث عن حلول عاجلة تنهي عذابات الحصول على أنبوبة البوتاجاز، والبحث عن حل لوقف حمى أسعار الخضار النار، والبحث عن وظائف للخريجين العاطلين من سنين، والبحث عن شقة لكل شاب يمكن أن يبلغ الخمسين دون زواج، والبحث عن حلول جذرية للعشوائيات التي تفرخ الإجرام حقداً على المجتمع وتورد عاهات لا تنتهي، والبحث عن كوب ماء نظيف لكل قرية، والبحث عن طعام آمن غير مسرطن بعد أن أصبحت مستشفيات سرطان الأطفال كاملة العدد، والبحث عن مستشاري التعليم المحبين لمصر عن كيفية الوصول إلى مخرجات تعليم تبني مصر، والبحث عما يهدئ من درجة حرارة فواتير الكهرباء التي تلتهب فجأة، والبحث عن حل ناجع لأزمات المرور التي أصابت معظم ناس مصر بالضغط والسكر، والبحث عن حلول لتوصيل المياه لأصحاب الزراعات التي بارت من العطش، والبحث عن الدعم الضائع في أطنان الدقيق المبيع في السوق السوداء، والبحث في إصلاح حال الرغيف الذي يشكو الدمامة شكلاً وموضوعاً، والبحث عن كل ما يعيد لمصر ابتسامتها بعد كل هذا الوجع والكدر، ولا أنسى وصية البحث عن (سحر) يجمع الأخ على أخيه، تحيا مصر. * إذا كان طالب الأزهر الذي تظاهر سلمياً وحكم عليه بـ17 سنة، فكم يا ترى ستكون عقوبة مبارك بعد أن أضاع مصر؟ يمكن يطلع براءة، وممكن جداً يطلب رد شرف، لا عجب، ولا دهشة.. ففي دائرة اللامعقول كله معقول! * كنز البعض في يقينه.