19 سبتمبر 2025
تسجيلظل السيرلانكي نيمال يراسلني من قطر عبر البريد الإلكتروني بعد أن انتقل من العمل معنا إلى هنا في إحدى الشركات الكبرى وكانت معظم رسائله صوراً جميلة ترصد مشهد التطور في العاصمة الدوحة ويعلق دائماً على مشاهداته بسروره البالغ لمجرد الانتماء المؤقت لهذه الأرض وما يخضبها من رقي التعامل وموفور العيش الكريم في مجتمع منتج يستهدف بناء المعرفة وتطوير سبلها بالبحث والإضافة النوعية حيث الحوافز على البحث والابتكار لاسيَّما في مجال إنتاج الغاز الذي لا تكتفي قطر بمجرد تصديره دون أن تحقق مكانة إنتاجية في مجال معرفته وعلومه وسبل الاستفادة القصوى منه لعموم الإنسانية ولتكون قطر رائدة في إنتاجه ومرجعية عالمية في مجالات تطوره ومعرفته. تلك هي شهادة أحد العاملين هنا ممن بهرتهم نمطية فكر العمل الذي يستنبط سبل المعرفة وأقصى الاهتمام بتطورها تحقيقاً للاستدامة في الإنتاج واستحواذ المعرفة وتملكها ليظل غاز قطر مدراراً للخير دائماً على هذه الأرض وأهلها وعموم الإنسانية. أما ودولة قطر تعيش الآن وهج الفرحة باليوم الوطني المـجيد فقد أرســل لي "نيبال" نفسه مؤخراً بطاقة تهنئة إلكترونية بالمناسبة. فماذا يعني ذلك حين تفتتن الشعوب بالتجربة القطرية في الحياة وسبل العمل المتقن والمساهمات الفعالة للعديد من شعوب العالم خاصة وأن عموم المقيمين هنا على اتصال دائم بالحراك التنموي والتفاعلات المتنوعة من خلال إعلامية نشطة بلغات العالم الرئيسية تقدمها لهم مؤسسات الإعلام القطري المتميزة برسالتها والنشطة تجاه دورها للوصول بالمعلومة الواثقة إلى سكانها والوافدين من مختلف أصقاع العالم. فالمقيمون هنا شركاء في جهد العمل ويمكن استثمار ثقافاتهم المختلفة في صناعة إعلامية نشطة لقطر أولاً ولكل الأمة للتعريف بالقيم والمناشط الفاعلة وهذا ما تحقق فعلاً بالمراس والفكر القطري الذي يسجل تجاهه كل المنصفين إعجاباً مستمراً يسهم في صناعة الصورة الذهنية الخلاقة عن مجتمعاتنا العربية عموما والخليجية تحديداً حيث لا تكتفي الشعوب بالإنتاج ورفاهية عوائده دون أن يضاف التميز والإبداع إلى قيم العمل ومخرجاته فيظل كل مقيم أو عامل هنا شريكا في مهمة رسم تلك الصورة التي نأملها عن مجتمعاتنا في كل العالم بعيداً عن صور الاستغلال لجهد العمالة وتسخيرهم للعمل بروح السيادة والفوقية حسبما تنشط لذلك العديد من المنظمات والدول الساخطة على مجتمعاتنا فتصورنا غالباً رعاة حفاة تنقصنا قيم التعامل ومنهجية العيش. وأقف هنا عند صورة أخرى رسمها سمو أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مؤخراً تندرج ضمن مهمة تعميم قيمنا وتبسيط فهمها لكل العالم حين أصدر حفظه الله الأمر الكريم بتسمية أكبر مساجد الدوحة باسم الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب يرحمه الله فكان القرار الأميري من لدن سموه مباشرة تكريماً لشخص الشيخ وتسليطاً للضوء على الدور الكبير الذي قام به في الجزيرة العربية لدحر البدع وبسط معالم الفكر الناصع تجاه العقيدة السليمة دون إحداث أو إخلال بمقومات النهج وأصوله ولتستمر دعوته المتوافقة مع روح العقيدة والفكر تمد الأجيال من بعده بملامح النقاء في مسير عقيدتهم. وتأتي تسمية المسجد في هذا الوقت بالذات رداً على كل المشككين في سلامة نهج الشيخ وممن اتخذوا من دعوته واستمرارها منحى للتشتت والنعوت البعيدة في مغزاها سوى أن مقاصد أولئك وحملاتهم لا تنطلي على العقلاء أبداً وتبقى جهود الشيخ محل التقدير والاحترام. فكان القرار من سمو الأمير كبيراً يحقق الكثير من الإيجابيات والتي منها الدعوة إلى فهم حقيقة دعوته ومكتسباتها وهو ما يندرج أيضاً ضمن مهمة الريادة الإعلامية القطرية التي تتبنى من خلال تسمية المسجد الوصول بمضمون اسم محمد بن عبد الوهاب إلى العامة دون لبس أو سوء فهم كما يريده المشككون وأصحاب الأجندات المبرمجة للنيل من العقيدة وأهلها واستغلال ذلك في مزايدات رخيصة يدرك حقيقتها من يصوغها ويعمل لأجلها. فشكراً لقطر أميراً وحكومة وشعباً، ويوما وطنيا مجيدا يبشر بأعوام خير وعطاء لقطر وللأمة. [email protected]