14 سبتمبر 2025

تسجيل

دول خليجية تحب اصطناع العراقيل

18 نوفمبر 2006

استوقفني امس خبر قرب البدء بالتنقل بالبطاقة الشخصية بين كل من الامارات والسعودية، كون هذا الاعلان يأتي متأخرا جدا بين دول تربطها منظومة واحدة منذ اكثر من ربع قرن (25) عاما ! . التنقل بالبطاقة الشخصية اول دولتين بدأتاه على الصعيد الخليجي كانتا قطر وعمان منذ قرابة 8 سنوات، وعمدت قطر الى تطبيق هذه الخطوة مع جميع دول (التعاون)، وتوسع الامر بين جميع دول المجلس باستثناء المملكة العربية السعودية مطلب ينادي به مواطنو دول المجلس منذ تأسيس هذا الكيان، ولكن للاسف حتى هذه اللحظة لم يكتمل عقد الدول التي تطبق هذه الخطوة، على الرغم من انها خطوة يفترض انه مفروغ منها منذ امد بعيد، فليس هناك ما يحول دون تطبيقها بين مواطني هذه الدول على اقل تقدير. عندما تذكر منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، وتجربة (ربع) قرن، يقفز الى الذهن مباشرة الاتحاد الاوروبي، والخطوات التي قطعها على صعيد التكامل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والتنموي. . . ، على الرغم من الفروقات الكبيرة بين دول هذا الاتحاد، والارث التاريخي (المشحون) بالعداوات والحروب، الا انهم قد تجاوزوا كل ذلك، ووصلوا الى حالة من التكامل بين دوله في كل شيء، حتى اسعار (البطاطا). في حين ان دولنا الخليجية كل عوامل التكامل والتقارب قائمة بينها، ولكن خطوات الترجمة العملية على ارض الواقع هي بعيدة كل البعد، بل حتى المشاريع المشتركة التي ترغب بعض الدول بتنفيذها بشكل ثنائي تلبية لطموحات شعوبها، تصطدم بعوائق تضعها اطراف من داخل هذا الكيان الخليجي، بل يتم (اصطناع) هذه العراقيل، ولا اريد هنا ان اضرب امثلة على ذلك، فهناك العديد من المشاريع التي تعثرت وتأجلت، بل ربما مهددة بالالغاء، بسبب تحفظ طرف ما على قيامها. وللاسف لا توجد جهة ما، او مؤسسة يمكن اللجوء اليها داخل هذا الكيان الخليجي لايجاد حل للقضايا العالقة، كما هو الحال بالنسبة للاتحاد الاوروبي، الذي اوجد محكمة للفصل في القضايا التي قد تنشأ بين دوله، فلماذا لا يتم ايجاد مؤسسة ما داخل الكيان الخليجي للفصل في أي قضية خلافية قد تنشأ، وبالتالي يتم التعامل بموضوعية وشفافية مع مختلف القضايا. كل مواطن خليجي يتطلع لليوم الذي يستطيع فيه ان يجوب الخليجى من اقصاه الى اقصاه دون ان يقال له اين جواز سفرك، او اين بطاقتك الشخصية، وان يتواصل مع اشقائه في الدول الخليجية الاخرى دون ان تستوقفه المراكز الحدودية، فهل يمكن ان نراه نحن، ام يتحقق مع اطفالنا، ونأمل الا يطول تحقيق الحلم ليتحقق مع الاجيال القادمة.