11 سبتمبر 2025

تسجيل

الثقافة مزيج جميل

18 أكتوبر 2023

عندما يلتقي المثقفون أو السائرون على درب الثقافة كما يريدون، تجد أنك في مجمع بلا حدود رغم ما يحيطك من أسوار، ولكنها لا تستطيع أن تحدك وتمنعك عن المضي قدماً غير آبهٍ بما يحيطك، فأنت تشعر بحرية الفهم والإدراك وتترجم خطواتك لكلماتٍ ترسمها على سطح الورق المصقول بقلمك، تعبر فيها عما يجول بخاطرك نحو المستقبل المنشود، فكم كان لقاءً استفدتُ منه وتمنيت أن يطول ويطول، لأننا وسط حديقة مملوءة بالزهور وريحتها أجمل العطور لكلمات الموجودين بها تنعش فيك حبك في أن تكون كلك آذاناً تصغي للمتحدثين، فالواحد من الموجودين له طعمه ورائحته ولونه وشكله وحسه العميق، فالثقافة منبعٌ لا حدود لها فتسير فيها أميالاً وأميالاً دون العناء من المسير لأنك تطوف عالمها بخيالك الذي لا حدود له، خاصةً وإن كان من الواقع المتواجد بينه فتأخذ من هذا ما تريد وتتزود بكل الزاد المطلوب، ومع ذلك لا تبتعد عنها لأنك تطلب المزيد، فها هي إدارة الثقافة تزودنا بذلك كل يومٍ بما نريد وكأننا تلاميذ نجلس أمام الملقنين دون عناء طالبين منهم المزيد والمزيد فكل ثقافتهم نابعةً من الواقع الذي نريد أن يكون عالمنا الذي نعيش فيه، طالبين أن يكون خير مكان لما نريد من البهجة والمسرة والعيش الهنيء، فها هو لقاء القيم ودور المجتمع في تعزيز القيم، سمعنا فيه ما نريد من هذه القيم ليكون المجتمع شامخاً بما يحتويه من قيم الصدق والإخلاص والتربية والسلوك السليم للعابر فيه من الطريق ليصل لهدفه دون صخبٍ أو تلاطمته أمواج المطبات والحفر العميقة التي لا تريد أن تجدها في هذا المكان أو ذاك الهدف المنشود لأن تصل له دون عناء أو تذمر مما يجلبه السائر دون مراعاةٍ للمارين أو حتى الجالسين. فالثقافة منبع لا يمكن أن تبتعد عنه حيث تجد فيه ما تريد فهي كالماء الذي قال فيه جل من قائل: «وجعلنا من الماء كل شيء حي»، فالتقارب منها هذه التي تزودنا بما نريد لأن نكون أصحاب قيم الكل يعيش فيها وأن يعيش كل من ينتمي له في هذا المنبع الصافي العذبُ المذاقُ.