19 سبتمبر 2025

تسجيل

الخدمة العسكرية لأبنائنا بعد المرحلة الثانوية

18 أكتوبر 2018

خدمة الوطن تاج على رؤوس الجميع لأجل قطر العزة والكرامة البعض يرى أن يتم تقليل فترة الخدمة العسكرية بما يواكب ظروف الأبناء لماذا لا يخيّر أبناؤنا في أن يبدأوا هذه الخدمة بعد إنهاء الدراسة الجامعية؟ ما من شك أن خدمة هذا الوطن تاج على رؤوس الجميع .. كبارا وصغارا .. والخدمة العسكرية أصبحت عملية مهمة وأساسية للذود عن هذا الوطن والدفاع عنه في المستقبل، لكي تعيش قطر في مأمن من أي تحديات خارجية .. فقد أعطانا الحصار الكثير من الدروس التي لا تنسى ويجب تذكرها في هذا التوقيت بالذات. ◄ ولعل الخدمة العسكرية التي هي اليوم بمثابة «التجنيد الإجباري» المطبق في أغلب دول العالم، ومنها بشكل خاص بلداننا العربية، حيث أصبح على جميع من ينتمي لوطنه بأخذ هذه المهمة بشكل إلزامي لا يجب التقاعس عنها أو عدم الالتحاق بها، سواء بعد إنهاء دراسة المرحلة الثانوية أو المرحلة الجامعية، وبعض الدول حددتها حتى سن الخامسة والثلاثين او الاربعين كحد أقصى، وفي قطر صدر قرار التحاق أبنائنا بالخدمة العسكرية مؤخرا بعد إنهاء المرحلة الثانوية ولمدة عام بأكمله، ومن ثم يحق له الالتحاق بالدراسة التي يختارها لمواصلة دربه نحو التخصص، مع احتساب الخدمة العسكرية له في حياته العملية والدراسية كرافد له يعينه على تطوير نفسه في مجال الثقافة العسكرية الإلزامية. ◄ أولياء الأمور يقترحون حيث يقترح العديد منهم أن تكون الخدمة العسكرية أساسية لأبنائهم في سبيل رفعة هذا الوطن والدفاع عنه في شتى الظروف، مع اقتراح الآتي: أولا : تقليل الفترة الزمنية للخدمة العسكرية لفترة أقل من سنة. ثانيا : مراعاة الظروف الصحية لبعض الحالات. ثالثا : التسهيل على أبنائهم في التدريبات الصباحية في الميدان ووقت الحرارة الشديدة. رابعا : مراعاة الظروف الاجتماعية والنفسية للمتدربين. خامسا : تخصيص فترة للراحة طوال فترة التدريب العسكري اليومية بطريقة متزنة ومعقولة. سادسا : احتساب هذه الخدمة ضمن الدراسة الجامعية التي سيلتحفون بها بعد إنهاء الخدمة العسكرية بنجاح وتفوق. سابعا : فتح مجالات أخرى لأبنائنا في مجال الدراسات المدنية الأخرى إلى جانب المجال العسكري – الذي لابد منه - لتصبح العملية متساوية في اختيار ميول كل شخص وعدم الالتزام بمجال محدد دون غيره. ثامنا : توخي الحذر من بعض الحالات الطلابية التي قد لا تستطيع مواصلة التدريبات العسكرية لظروف تقوم على عدم اكتساب اللياقة حتى لا يتعرض أبناؤنا لتفادي أي حالة إغماء أو مضاعفات صحية أخرى قد تؤدي إلى الوفاة - لا قدر الله - وهي مسألة في غاية الأهمية. تاسعا : الاكثار من تقديم بعض الدورات النظرية والعملية لأبنائنا في الأماكن المكيفة داخل المعسكرات بعيدا عن الميدان الخارجي، مثل ورش العمل والمحاضرات والندوات العامة والحلقات النقاشية والمناظرات باللغتين العربية والإنجليزية (لكون الإنجليزية هي اليوم لغة سوق العمل بعد العربية) بين الطلاب، حيث تعدهم إعدادا سليما للاعتماد على النفس مستقبلا. عاشرا : عدم نسيان تدريب أبنائنا على مهارات الكتابة والقراءة والتحدث بطلاقة التي يفتقدها طلابنا اليوم في المدارس؛ بسبب طغيان الوسائل التكنولوجية الحديثة التي هيمنت على عقولهم وشغلتهم طوال حياتهم اليومية. حادي عشر : في حالة التحاق جميع أبنائنا في الخدمة العسكرية، فهذا سيجعل الجامعات الوطنية والخاصة المحلية خاوية من الطلاب القطريين وستكون مفتوحة للوافدين فقط، فكيف سيتم التعامل مع هذه النقطة المهمة؟. ◄ المسؤولون يتفهمون وضع أبنائنا ومن هنا، فإننا نرى أن القيادات العسكرية في الدولة ومن يشرف على «الخدمة العسكرية» لأبنائنا سيكون أول من يسهر على توفير سبل الراحة وأيسر الطرق لهم بهدف تأهيل كوادر قطرية قادرة على العطاء والوفاء لقطر العزة والكرامة والالتحاق بهذه الخدمة بكل حب وإخلاص، وهذا ما عوّدنا عليه صاحب السمو أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، عندما قال: قطر تستحق الأفضل من أبنائها . كلمة اخيرة  لا شك أن المستفيد في نهاية المطاف سيكون الوطن وأبناء هذا الوطن؛ لأن الهدف من ذلك كله هو تسهيل مهمة أبنائنا دون تكلف أو قيود، فالخدمة العسكرية ضرورية في مثل الظروف التي نمر بها في ظل المتغيرات السياسية والأحداث التي تشهدها دول المنطقة وتتطلب اتخاذ إجراءات الحيطة والحذر مما يجري حولنا من تقلبات وتدخلات في شؤون الدول دون سابق إنذار لأجل الحفاظ على أسوار هذا الوطن الغالي من أي اعتداء خارجي لا قدر الله .. حفظ الله قطر وشعبها وأدام علينا نعمة الأمن والأمان. [email protected]