20 سبتمبر 2025

تسجيل

انتبه من التذبذب

18 أكتوبر 2016

حاول أن تتأمل الأسئلة التالية وتجيب عنها: - هل تقوم بقضم أظافرك دون أن تدري وتشعر بذلك؟ - هل تشعر بحرج بالغ حين ترى أناسا لا تعرفهم وتجتمع بهم للمرة الأولى؟ - هل أنت من النوع الذي يثور لأتفه الأسباب؟ - هل تتردد حين الأكل في مسألة اختيار الطعام؟- هل ترفض نوعا أو أنواعا معينة من الطعام لسبب أو آخر دون أن تدري لماذا ترفضه؟ - هل تصاب بالصداع بشكل دائم؟- هل تؤثر فيك الانتقادات سواء في بيئة المنزل أم العمل أم في أي محيط مع الأهل والأصدقاء؟ أرجو ألا تكون غالبية إجاباتك بنعم، لأنك إن فعلت ذلك، فأخشى أنك في وضع حرج دون شك، بل اسمح لي أن أقول بأنك إنسان متردد! نعم متردد ومتذبذب لأنك ارتضيت الوقوع ضحية للوساوس والأوهام، التي تجعلك تسهو ولا تعرف للتركيز معنى، بل أخشى أيضاً أن تكون بحاجة للوقوف مع نفسك طويلاً ومحاسبتها على عدم الاستقرار الذي أنت تعيشه ومستمر عليه.لينظر أي شخص منا حوله، سيجد بكل تأكيد شخصاً تكون حركاته فيها تردد عجيب. لاحظ حركات العيون، ستجدها غير طبيعية. الكلام يتغير بسرعة شديدة، لا تكاد تعرف له استقراراً على رأي، فهو متردد متذبذب، لا يدري ماذا يريد وماذا يعمل. إن قرر القيام بعمل ما، تراه بعد دقائق معدودة وقد تحول عنه، ثم بعدها بقليل يرجع ليقوم بالعمل كما قرر في المرة الأولى! وهكذا في أغلب حالاته.التردد أو الوسوسة داء إذا أصاب شخصا، حوله إلى إنسان غير واثق الخطى ولا يمكن الاعتماد عليه، بل ومن السهل بعد ذلك أن يوصف بالسلبية وعدم الإنتاجية، بحسب المفاهيم الإدارية، وبالتالي تكون النتيجة النهائية عدم صلاحية هذا الإنسان لشغل موقع ما أو القيام بعمل محدد بمفرده دون أن يكون تحت إشراف أو وصاية. هذا يعني بمفهوم إداري آخر، أنه لا ترقيات ولا حوافز ولا مكافآت لأمثال أولئك المترددين المتذبذبين. وهذا بدوره سيؤدي إلى تعميق الجرح في نفوسهم دون شك. الحل بشكل مختصر هو كسب بعض الثقة في النفس وبعض الاتزان، عبر البعد عن المترددين الخائفين، ومخالطة أقوياء النفوس الواثقين، وكسب روح التفاؤل في النفس عبر مخالطة المتفائلين، وقبل ذلك وبعده، التوكل على الله، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.