14 سبتمبر 2025

تسجيل

في واقع العالم العربي

18 أكتوبر 2015

لأن القراءة أصبحت عند البعض مجرد ملء فراغ في حالات الملل الذي يصيب البعض أحيانا، ولأن القراءة في مفهومنا مجرد شكل من الأشكال الثقافية، نحاول أن ننقله لأبنائنا دون شرح لأهميتها وأشكالها وأساليبها وأهدافها، فللقراءة أكثر من مفهوم وأكثر من شكل وأكثر من أسلوب وأكثر من هدف.هناك فرق بين القراءة العادية والقراءة بعمق وبذكاء وبمهارة وبسرعة، لذلك نجد واقع القراءة في العالم العربي واقعا مأساويا، إذ تشير الإحصاءات وبلغة الأرقام، إلى أزمة تحتاج للمعالجة، أحد المؤلفين العرب وهو صاحب كتاب القراءة الذكية يقول عن إصداره: ((عندما قررت أن أكتب كتاباً عن القراءة وجدت معارضة للفكرة ممن حولي، لأنها وفق ما قالوه لي لن تستهوي أحداً ولن تجد لها جمهوراً، وبالفعل فهذا الكلام منطقي إلى حد كبير، فكيف لي أن أقنع أناساً لا تقرأ، وربما تفعل ذلك لأنها لا تريد أن تقرأ أصلاً)).ولنتغلب على هذا المفهوم، علينا أن نعلم أبناءنا أولا أن القراءة ليست هواية وإنما هي فن وغذاء للعقل والروح وهي أسلوب حياة وهي وسيلة للتنفس عندما تضيق بنا السبل وهي البوابة المشرعة إلى عالم كبير وكنوز تومض عن معرفة وثقافة عميقة ورائعة وهي اللغة التي لو تحدثنا بها ارتقينا وارتوينا وهي المنزلة الكبيرة العالية التي أنشأها لنا العلماء، وحيث القراءة هي السنة الإلهية التي كانت أول كلمة في آخر رسالة (اقرأ)، تلك الكلمة التي بها ازدهر العالم الإسلامي وأشرقت الحضارة الإسلامية وكان من المفروض أن نتوارثها، جيلا بعد جيل، لكن ما نشاهده الآن أنها اقتصرت على فئة قليلة دون البقية الذين انشغلوا واكتفوا بالقراءة على الشاشات المضيئة، حيث قراءة جمل قصيرة على مواقع التواصل وبالرسائل القصيرة على الجوال وكفى، وعلى الكتب السلام.