18 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لا أخفيكم أنني لست مشجعة للملاكمة ولا لأي صنف من الرياضات العنيفة، فبالرغم من أنها تلقب بالفن النبيل، إلا أني بصراحة لا أطيق مشاهدة اثنين يبرحان بعضهما ضربا. لكن، وبما أنني متواجدة في البلد المنظم لبطولة العالم للملاكمة، وبما أن المتأهل للنهائي هو من أبناء جلدتي، كان لابد أن أغير رأيي ولو حتى لعشر دقائق شاهدت فيها البطل المغربي اليافع محمد ربيعي يسحق بطل العالم الكازخي في ثلاث جولات ويحرز أول ذهبية لبلاده في بطولة العالم للملاكمة في وزن 69 كلغ. ربيعي شرف العرب ورفع راية الملاكمة العربية عاليا. يمكن الآن للعرب أن يفخروا بقدوة شابة لم تتجاوز 22 عاما في زمن أصبح الإعلام ومواقع التواصل يصنعون لنا قدوات مزيفة ونجوما فيسبوكيين أصبحوا شئنا أم أبينا يؤثرون في الرأي العام والجيل الشاب. الآن وقد بزغ نجم بطل جديد، لا يجب أن نعتبر أن هذا هو الهدف المنشود، بل هي مجرد بداية المشوار بالنسبة لربيعي الذي حقق هذا الإنجاز بمجهوده الذاتي وبإمكانيات بسيطة. أظن أنه حان الوقت لكي نتخلى عن مبدأ الصدفة والاستثناء في صنع المواهب في العالم العربي، لأنه ببساطة الاستثناء والصدفة لا يصنعان بطلا رياضيا. لكن بالمقابل، يصنع العمل الجاد والاستراتيجية الممنهجة أبطالا وليس بطلا واحدا فقط. أعتقد أن وزارات الشباب والرياضة واللجان الأولمبية في بلداننا العربية أصبحت ملزمة بتحويل انتباهها عن رياضات تنفق عليها أموالا طائلة دون جدوى، والالتفات إلى رياضات أخرى. أصبحت ملزمة بالتنقيب عن المواهب الشابة في الأحياء الشعبية والعشوائيات وتنمية مهاراتها حتى تصنع منها أبطالا لا إرهابيين. أنا متأكدة أن هناك العشرات من أمثال محمد ربيعي في جميع ربوع عالمنا العربي والدليل المشاركة العربية الوازنة في بطولة الدوحة والتي بلغت 31 ملاكما، تمكن ثلاثة منهم من بلوغ الدور النصف نهائي، قبل أن يبلغ ربيعي النهائي في وزنه ويتوج بطلا للعالم. كما قلت، هناك الكثير من المواهب العربية الدفينة التي تحتاج إلى نفض الغبار عنها وصقلها وتوجيهها في الاتجاه الصحيح سواء في الملاكمة أو في أي صنف من الرياضات الأخرى. ربما لم يكن يدور في خلد ربيعي أن يتوج بطلا للعالم هنا في الدوحة خصوصا أنه ينازل بطل العالم وليس أي منافس عادي، ولا حتى التأهل لأولمبياد ريو 2016، وقد بدا ذلك جليا من خلال الدموع التي ذرفها لحظة عزف النشيد الوطني المغربي. أنا متأكدة أنه في تلك اللحظات، كان يعيد شريط ذكرياته منذ أن حلم بالملاكمة حتى توج بطلا عالميا، مع كل ما صادفه خلال هذا المشوار من تحديات وعقبات وصعوبات. لكننا نعرف أن الانتصارات السهلة لا طعم لها، والإنجازات تتطلب التفاني والالتزام وأهم من كل ذلك الإيمان بأهدافك، ولكن قبل كل شيء بلد يؤمن بك ويدعمك من أجل تحقيق أهدافك.