22 ديسمبر 2025

تسجيل

حزب الشعب الجمهوري والتغيير

18 سبتمبر 2023

بعد انتظار شهرين ونصف من نتيجة الانتخابات الأخيرة في تركيا والتي خسرتها المعارضة التركية على مستوى الرئاسة والبرلمان رفض كمال كليجدار أوغلو زعيم أكبر حزب معارض تحمل المسؤولية والاستقالة من رئاسة الحزب بعد أكثر من 12 خسارة في العمليات الانتخابية أمام حزب العدالة والتنمية والرئيس أردوغان. ولكن كانت هناك مطالبات كثيرة بالتغيير داخل الحزب وبروز شخصيات جديدة وكان من أبرز المطالبين بالتغيير إمام أوغلو الذي رفض كليجدار أوغلو السماح له أن يكون مرشحا مشتركا للمعارضة في الانتخابات السابقة. ومع وجود انتخابات بلدية قادمة وصعوبة أن يحظى إمام أوغلو بدعم كاف داخل الحزب في ظل مراكز النفوذ والقوى القريبة من كليجدار أوغلو برزت شخصية أخرى وهي أوزغور أوزال رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري الذي أعلن هذا الأسبوع نيته الترشح للتنافس على موقع رئاسة الحزب. ولم يكن مستغربا أن يكون إمام أوغلو رئيس بلدية اسطنبول أول الداعمين له بتغريدة له تدعم التغيير والرواية التي تسوقها المعارضة أنه إذا تغير رئيس حزب الشعب الجمهوري سيتغير سلوك وسياسة الحزب وبالتالي ستتغير تركيا. إن هذا الافتراض سطحي جدا بالنظر إلى أن قدوم أوزجور أوزال لا يجيب على أي سؤال من أسئلة التغيير المركزية التي تتعلق بمسار حزب الشعب الجمهوري سواء الموقف من حزب العمال الكردستاني أو السياسات الاقتصادية وحتى أيديولوجية الحزب هل سيكون أتاتوركيا أم ضمن سياق العولمة كما يشير الباحث حسن بصري يالتشين في أحد مقالاته. فقط هناك دعوات لتغيير كليجدار أوغلو من رئاسة الحزب وهي نفس الدعوات التي كان يقوم بها الحزب في المجال العام لتغيير أردوغان دون تقديم أي برنامج ملموس وجذاب وعملي للتغيير. لذلك يمكن القول ببساطة إن حزب الشعب الجمهوري سيستمر في حالة التراجع التي عاشها في عهد كمال كليجدار أوغلو وستستمر مع أي سلف له ما لم يكن هناك تغيير يقترب من الهوية التركية الحقيقية. والصورة الداخلية باتت واضحة إذ تخلى الحزب الجيد ثاني أكبر حزب معارض عن التحالف مع حزب الشعب الجمهوري وأعلن أنه سيخوض الانتخابات البلدية في كل المدن التركية بمرشح خاص به دون أن يتحالف مع أي حزب آخر. ويمكننا الإشارة أن حزب الشعب الجمهوري فاز في 2019 ببلديتي أنقرة واسطنبول بدعم الحزب الجيد وحزب الشعوب الديمقراطية وبالتالي هذا يعقّد الأمر عليه.