08 نوفمبر 2025

تسجيل

قراءة في المشهد اليمني

18 سبتمبر 2014

يشعر بالألم والحزن لما آلت إليه الأوضاع في اليمن. والمتطلع عندما يرى هذه الأسلحة والشعب المسلح يظن أن هذه قلعة متينة للدفاع عن الوطن ويفاجأ الإنسان المتابع ليرى أن كل هذه الأسلحة ما هي إلا زينة أو أسلحة أطفال للعب والمظهر في العيد. فئة صغيرة استطاعت أن تجر البلاد وفي خطتها وتذل الجميع وإذا وجد السؤال فهو كيف ولماذا؟الجواب بسيط جداً.أولاً: إن هذه الفئة الحوثية هي قناع ولواجهة. وأن الذي يقف خلفها قوتين الواجهة الخلفية المجلس الشيعي الأعلى وأسرة حميد الدين التي تنتظر سقوط العاصمة لتسلم الحكم باسمها أو تختاره. وثانياً إيران صاحبة الأجندة والتي تدرب وتدير الإعلام والتخطيط. وفي المشهد أيضاً المصالح الإسرائيلية نحو الدول العربية. كل هذا يتجاهله قادة الأحزاب والإعلام العربي ويزوروا الحقائق.ثانياً: الدولة لم تكن جادة في القضاء على هذه الفئة بل إن الرئيس السابق استغلها في شيئين الاستمرار في الحصول على دعم عربي لمواجهة الخطر ولذا أفشل وميع دور المملكة والمصالحة القطرية ولم يمكن ذلك من الخروج إلى النور فمصالحه ومن معه أهم من الوطن. وسار الحاليون في هذا الطريق وبنفس الدرب. وسعى الرئيس السابق لتصفية خصومه والعقبات لوصول ابنه إلى السلطة بدعم الحوثيين عن طريق الحرس الجمهورية بالأسلحة والدعم العسكري الاستراتيجي وتمكينهم من تخزي الأسلحة في الجبال. وحالياً يعرف الجميع أن الوضع الحالي استمر في نفس الطريقة بالأسلحة التي دعمتها الدول العربية أصبحت هدية مجانية لرجال إيران بأموال عربية. أما الأحزاب فقد استطاعت الأحزاب الشيعية اختراقها وأبعادها عن المشهد من خلال العمل الحزبي فيما سمي بالمشترك وهو تحالف شيطاني لكل الفئات الملطخة بدماء المسلمين الأبرياء، فالأحزاب الشيوعية والناصرية والبعثية لا يمكن إنكار دورها في تدمير العالم العربي وهزائمه المستمرة. ولذا كان حزب الإصلاح الجسر الذي عبر فيه هؤلاء بعد إفلاسهم في كل مكان وطي صفحاتهم وأعطاهم إكسير الحياة واستطاعوا أن يدخلوه بالتعاون مع الأحزاب الإيرانية إلى غرفة الإنعاش. وفي فترة ما سمي بالربيع العربي سكت الإصلاح عن أجندة الأحزاب اليسارية والموالية للإيرانيين من حوثيين وغيرهم باستقطاب وتضليل الشباب وحصر دوره في الرئيس السابق والحصول على مقاعد وامتيازات. واستطاعت الحكومة الحالية التي هي امتداد للوضع السابق أن تخدرهم بذلك وإسكاتهم بالمخصصات مثل غيرهم. وأطعم الفم يستحي الوجه. وعاشوا مصدقين أنهم جزء من الدولة ولسوا كوبري. ومحلل علي عبد الله صالح زوج اليمن عرفي طلقوها منه في الاعتصامات ويريد عودتها ولكن لابد من محلل هو الوضع الحالي. ولكن خامئني لن يتركه لأنه يريدها زواج متعة.والقبائل تسارعوا بنفس السياسة للحصول على المال ومدوا يدهم لهؤلاء الموالين لإيران الذين عبروا من خلالهم لعدة دول خليجية ولمراكز الإعلام كقناة الجزيرة التي استفادوا منها كثيراً في الشهرة والتي للأسف حصرت المشهد في هؤلاء وفي أناس لا خبرة لهم بجذور الدور الإيراني. والشعب جاهل وفقير ودخلوا على الناس بأموال إيرانية وعراقية واشتروا الذمم وأعدوهم وأخرجوهم للمظاهرات وسلموهم السلاح. وأولئك لا بأس أن تتظاهر توكل كرمان ورشيدة القيلي بالملايين في شوارع نائية وأولئك الذين استفادوا من تجربة الإصلاح ومن معه فاعتصموا بموافقة ورضا من الدولة في الأماكن المؤثرة. وتساءل الناس لماذا لم يعتصم أولئك في تلك المواقع؟ وجمعية العلماء في حالة سبات وتم شراء رجالها وكلهم يخاف على الامتيازات التي تمنحها الدولة. والدول العربية مشغولة بملفات سوريا والعراق وغزة ومصر وليبيا نوعاً ما. والمسؤولون اليمنيون أجادوا اللعبة في تضليل الجامعة العربية ومجلس التعاون بأن ما يجري صراع بين الحوثيين والإصلاح وعلي محسن والدولة، والشعب بخير حتى تسقط البلاد ويتحقق الهدف، وأصحاب الحراك والأحزاب الجنوبية تتحرك في هذا الإطار لتحقيق حلم الانفصال الذي سيكون مبرراً وهو حلم للأسف لا توافق عليه إيران لأن شبوه وحضرموت ستكون لأنصار الشريعة لأجندة إقليمية لها وهؤلاء ورقة محروقة ولا فائدة فيهم إلا مؤقتاً موظفين باليومية. كل هذه ساعدت على ما نحن عليه. وللأسف إن الإعلام والمواقع والعلماء قد أسهموا كثيراً في هذه المأساة. المستقبل مظلم والشر قادم والنار ستلتهم الجميع وأولها الذين ساعدوا في حصولها. وسبحان الله لو قرأنا التاريخ لوجدنا قصة هولاكو والتتار مع المعتصم العباسي وابن العلقمي ونصير الدين الطوسي تتكرر اليوم. والثمن غالي جداً جداً إلا إذا أعلن الجميع التحالف باسم الوطن والدفاع عن حياضه وشرفه وترك الخلافات لمواجهة العدو.وفي الأخير نقول يا ويلهم من الله. كل هذه الدماء والخسائر والدمار بعنق رقبة القيادة السياسية والأحزاب والقبائل وبقايا أشباح العلماء الذين أسهموا في ذلك سوى كان برضى أو بجهل ولن يفلتوا من عقوبة الله وغضبه في الدنيا والآخرة فهو المنتقم الجبار.