18 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ما لم تستطع إسرائيل تحقيقه بعدوانها الوحشي على قطاع غزة، بإفشال استحقاقات المصالحة بين "الشريكين اللدودين" فتح وحماس، حتى فجأة تفجّرت العلاقات بينهما، وتطايرت الاتهامات والتراشق عبر وسائل الإعلام، ولتنتقل بالتالي إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد بالقاهرة الأسبوع المنصرم، وعاد الطرفان إلى فتح ملفات الخلاف مجددا لاستحضار كل ما يجعل تحقيق المصالحة والوفاق الوطني أمرا مشكوكا فيه، فما السر وراء ذلك؟ أنا لا أعلم ببواطن الأمور، وما يدور في الكواليس، ولكن يمكن إجمال الهجمة "الفتحاوية والرئاسية" على حركة حماس بأن الرئيس محمود عباس كما أفصح عن ذلك بالقاهرة، أن "حماس تدير حكومة ظل في القطاع"، وأنها أي حماس تريد أن تكون مشاركة في قرارات المصير لقضية فلسطين، وأنها تريد تشكيل هيئة وطنية للإشراف على إعادة إعمار القطاع، وأن يكون لها وضع عسكري على الحدود والمعابر... إلخ.وكلام آخر يخرج عن المنطق كاتهامه لحماس بالتآمر مع "الفتحاوي" المنبوذ والمعزول محمد دحلان لتنفيذ انقلاب ضده، ومصدره في ذلك معلومات تلقاها من إسرائيل !! إنه لأمر معيب حقا من كلا "العدوّين الحميمين" أن تنهار الثقة بينهما أمام أي عاصفة، فبعد أن ولدت حكومة التوافق، وبعثت روحا جديدة في أوساط الشعب الفلسطيني، وعلى أمل أن تترجم إلى نهج جديد في مسار الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال، وبعد أن أصبحوا صوتا واحدا خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة ، فإذا بهما يعودان إلى سياسة نشر الغسيل القذر عللى الملأ، ماذا جرى لهما، وماذا حدث ؟ كان يمكن للرئيس الفلسطيني مناقشة هذه الاتهامات والشكوك التي تراوده في اجتماع مع قادة حماس، بدلا من فتح النار عبر الفضائيات، وهناك من يتربص بالفلسطينيين الدوائر، ويحاول أن يتصيد الاتهامات بين مكوناتهم السياسية، وبالأخص حركة حماس "لغرض في نفس إبليس"، كما يقول المثل الشعبي. أعتقد أن هذا السيناريو غير منزّه من الغايات الشريرة وغير بريء المقصد، ولنأخذ مكان التفجير الإعلامي وكان القاهرة، حيث "سحرة فرعون" يشمشمون عن أي خبر يكيد لحركة حماس، وهذا أمر معروف. والسؤال الذي يطرح نفسه، هل الرئيس الفلسطيني أفاق على خطورة ما أقدم عليه بالتصالح مع حماس، وهو بعد الحرب الإسرائيلية الثالثة على فلسطينيي القطاع "المقاومة والشعب" يريد العودة إلى المعادلة الإسرائيلية التي خيّرته بين السلام مع إسرائيل أو مصالحة حماس؟هنا يتردد في الأوساط السياسية أن الرئيس عباس ربما يكون تلقى وعوداً بانسحاب إسرائيلي "عن معظم أراضي الضفة الغربية"،وهو لهذا قد يطرح خطة سياسية تستوجب العودة للمفاوضات، كما قيل أيضا في بعض الصالونات السياسية إن الرئيس عباس واقع تحت ضغوط هائلة من محور ما يسمى "دول الاعتدال العربي" لفك ارتباطه بحماس وتفكيك حكومة الوفاق، بإبعاد الحركة عن موقع صنع القرار الفلسطيني، إذ لا يعقل أن يكون الإخوان المسلمون مطاردين في هذه الدول، فيما الفرع الفلسطيني"حركة حماس"، تحظى بالدعم والإسناد، من أموال هذه الدول المانحة للسلطة، حتى دول أوروبا فإنها أبدت رغبة مماثلة.حماس اكتفت بنفي اتهامات عباس، بل واستوعبت في ردودها غضبه، وأنا أقول هذا ليس دفاعا عن حركة حماس فلديها جهابذة في السياسة والإعلام يقومون بهذه المهمة، ولكن للحقيقة أقول إنها كانت أكثر عقلانية وميلا للتهدئة، ورغبة في احتواء الموقف حتى لا يخرج عن السيطرة فتكون إسرائيل قد حققت أحد أهم أهدافها من وراء حربها الوحشية على الفلسطينيين سواء في القطاع أو في الضفة. فعلا، يشعر المرء بالإحباط والأسى مما يجري، من هنا أرى أن على أصحاب العقل والرشد من الفلسطينيين وما أكثرهم، المسارعة إلى التهدئة، فلا منطق في كل هذا الحمق السياسي، ولابد من العودة لاتفاقيات المصالحة وتفعيل الإطار القيادي لمنظمة التحرير، باعتبارها هيئة صنع القرار ومصدر السلطة وإطار المصالحة والوحدة.... وإلى الخميس المقبل.