11 سبتمبر 2025

تسجيل

لماذا يحدث التغيير ؟

18 سبتمبر 2013

يتوق الناس إلى التغيير.. وتتغنى به المجتمعات والشعوب و تدرسه النخب والسياسيون كل حسب أجندته وأهدافه، لكن ما هي الأسباب التي تدفع الناس إلى طلب التغيير ؟؟ هناك أسباب نفسية متعددة تدفع الإنسان إلى طلب التغيير على المستوى الفردي وعلى مستوى المنظمات كذلك ، أما بالنسبة للمنظمات فهناك أربعة أسباب للتغيير أشارت إليها الأبحاث العلمية : الأول هو الأزمة ، فالإنسان عندما يستشعر أنه يمر بأزمة ما وأن أسرته أو مجموعته تمر بحالة ركود معين ، سيبدأ يستشعر أنه  بحاجة إلى التغيير ، والثاني هو الرؤية : وذلك أن المنظمات  حينما تضع رؤية مستقبلية  وأهدافا محددة  ستبدأ بالتحرك والتغيير طلبا لتحقيق هذه الرؤى والأهداف ، والثالث هو الفرصة : فالمجموعات والمنظمات قد تمر بفرصة معينة، فتتغير تعاطيا مع هذه الفرصة الذهبية التي تمر بها ، والرابع هو التهديد : فأي مؤسسة أو مجموعة إنسانية تشعر أن تهديدا معينا يحدق بها ستلجأ إلى التغيير حماية لكيانها ومكتسباتها ومقدراتها . أما على المستوى الشخصي فالإنسان  يجب أن يكون في حالة تغيير مستمر فالطبيعة السوية  تفرض ذلك ،  والإنسان عندما يسعى للتغيير فهو يعبر ضمنيا عن رفضه لواقعه المعاش . أحيانا ينشد الإنسان التغير محاولة للتخلص من الركود ، فما حدث في إيران على سبيل المثال كان محاولة  للتخلص من القيود الفئوية والدينية  ، كذلك أيضا ما حصل في بعض الدول العربية من ثورات هو محاولة للتخلص من القيود السياسية أو كسر نمطية معينة كانت ترفضها هذه الشعوب . ومن أسباب التغيير عند بعض الأشخاص ( الملل ) ، فالملل يدفع الناس إلى طلب التغيير ، فهم يشعرون أن هناك شيئاً أفضل من الواقع الحالي ، فيسعون إلى تغييره لأنه لا شيء أسوأ من الحاضر في حسهم، فالمستقبل أفضل من الحاضر مهما كان هذا المستقبل، وهذه طريقة خاطئة في التفكير فالخيارات الأخرى ربما تكون الأفضل وربما تكون الأسوأ كذلك . إن هناك ارتباطا في كثير من الأحيان بين السمة الشخصية للإنسان وبين طلبه للتغيير ، فهناك شخصيات ناجحة وهناك شخصيات مضطربة ، فالشخصية الناجحة تطالب بالتغيير سعيا للحصول على نجاح أعلى ، والشخصية المضطربة تطالب بالتغيير لأنها تنتقل من حالة فشل إلى حالة فشل أخرى، فهي تريد أن تنتقل من الوضع الراهن بحثاً عن تغير ما ، ولا تدري إلى أين هي سائرة ،  لأنها لا تسير ضمن مشروع واضح كما تفعل الشخصية الناجحة. ولذا فالتغيير إن لم يكن مدروساً يجعلك تدور في دائرة مغلقة ، لتجد نفسك في كل مرة تعود إلى نقطة البداية .