29 أكتوبر 2025

تسجيل

أحببناك دون أن نراك

18 سبتمبر 2012

تذكرت اللقطة الشهيرة للمعلم حسن شحاتة مدرب منتخب مصر السابق وهو يتمتم قائلا: " يارب.. يا حبيبي.. يا رسول الله "، التي التقطتها صدفة إحدى كاميرات التليفزيون في مباراة لمنتخب الساجدين في كأس أمم إفريقيا عام 2010 التي أقيمت في أنغولا، وأنا أتابع ردات الفعل الغوغائية والغضب الانفعالي لدى الكثير من أبناء الأمتين العربية والإسلامية احتجاجا على الفيلم المسيء لرسولنا الكريم، الذي انتشرت لقطات منه مؤخرا على نطاق واسع. استلهام الدروس من هذه اللقطة هي ما احتاجه العرب والمسلمون مؤخرا كوسيلة للدفاع عن أشرف خلق الله وخاتم النبيين محمد صلوات الله وسلامه عليه، ردا على الفيلم المسيء الذي نشر عنه، حتى وإن هذه اللقطة مضى عليها أكثر من 30 شهرا، أي أنها سبقت عرض الفيلم بفترة طويلة. أليس تعبير المعلم الذي قاد مصر لثلاثة ألقاب متتالية في كأس أمم إفريقيا خلال الأعوام 2006 و2008 و2010، في سابقة تاريخية، رغم بساطته وعفويته، هو أكثر نجاعا من كل الاحتجاجات والمظاهرات التي خرجت في عدد من المدن العربية والإسلامية، وما صاحبها من تخريب وتدمير واعتداء وإرهاب لدرجة ارتكاب جرائم قتل راح ضحيتها أبرياء؟. وليت هؤلاء الذين عبروا عن حبهم لرسولنا الكريم بطريقة خاطئة، سواء عن قصد أم غير قصد، ساروا على نهج العديد من نجوم الرياضة العالميين، وتحديدا لاعبي كرة القدم، الذين تصدوا لهذا الفيلم ودافعوا عن نبينا ونصروه من خلال حملات عامة دشنوها عبر وسائل مختلفة، أهمها الإعلام الحديث عن طريق حساباتهم الشخصية على "تويتر" و"الفيس بوك". فهذا أفضل ظهير أيسر في العالم، الفرنسي ايريك أبيدال نجم نادي برشلونة، أفضل فريق في العالم على مر العصور، يؤكد في موقعه على "تويتر" أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أشرف خلق الله، ردا على الفيلم المسيء للرسول الكريم الذي عرض في الولايات المتحدة الأمريكية. وقال: "الرسول أشرف خلق الله ولا يجوز تشويه صورته بهذا الشكل، وأنا فخور باعتناق دين محمد". ونقل العديد من وسائل الإعلام العالمية تعليقات أبيدال على هذا الفيلم ودفاعه عن الرسول، مؤكداً أنه سيواصل الدفاع عن الدين الإسلامي، الذي يفتخر به. واتخذ موقعه على "تويتر" منبرا للدفاع عنه. بدوره عبر نجم منتخب ألمانيا مسعود أوزيل، الذي يلعب في صفوف ريال مدريد الإسباني، غضبه الشديد من عرض الفيلم المسيء للرسول مؤكداً في حسابه الشخصي على "تويتر" و"الفيس بوك" أنه لن يسمح بالتطاول على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتشويه صورته. وفي تركيا رفعت جماهير فريقي بشكتاش وغلطة سراي لافتة كتب عليها باللغة التركية "أحببناك دون أن نراك يا رسول الله"، في مباراتهما ضمن منافسات الدوري، حيث تعد أقوى مباريات الموسم فنيا وجماهيريا لقوة وشعبية الفريقين في تركيا. وتبرز هذه اللافتة الحب الكبير الذي يكنه الأتراك لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ولعلنا افتقدنا في مثل هذه الظروف نجم الكرة المصرية، وصاحب المواقف الكثيرة في الدفاع عن الإسلام وقضايا الشعوب العربية والإسلامية محمد أبوتريكة، الذي تعرض للأسف لموقف غريب من ناديه الأهلي بإيقافه عن اللعب لمدة شهرين، وتغريمه نصف مليون جنيه، ونزع شارة القيادة منه مدى الحياة لخطأ ارتكبه. إلا أن لاعب نادي الهلال السوداني مدثر كاريكا نسج على منواله، عندما أحرز هدفا في مرمى فريق أنغولي ضمن منافسات كأس الاتحاد الإفريقي، حيث استغل فرصة تسجيله الهدف للاحتجاج على الفيلم المسيء للإسلام ورسوله بعرض قميصه الداخلي الذي كتب عليه عبارة «إلا رسول الله»، وهو ما قام به أيضا نجوم الأهلي والزمالك أيضا في مباراتهما التي أقيمت الأحد الماضي ضمن منافسات دوري أبطال إفريقيا حيث ارتدوا ملابس كتب عليها «إلا رسول الله». أليست هذه الوسائل في الدفاع عن رسولنا الكريم التي استخدمت في الرياضة أكثر نجاعة وأكبر تأثيرا من التصرفات الغوغائية التي أقدم عليها البعض؟.