20 سبتمبر 2025

تسجيل

ومات خالد ابن الخالد

18 سبتمبر 2011

في يوم الخميس الماضي ودع الشعب العربي الدكتور الراحل خالد جمال عبدالناصر بعد صراع طويل مع المرض والوداع كان مهيباً وجليلاً يتناسب مع قيمة وقدر هذا الإنسان، حيث شارك في تشييع جنازته يوم الجمعة الماضي شباب ثورة مصر وقادة المجلس العسكري الذي ساند ودعم هذه الثورة بقيادة المشير طنطاوي ورئيس أركان الجيش المصري السيد عنان وآلاف الجماهير التي وقفت في ميدان التحرير تهتف وتقول "يا خالد روح قول لابوك الملايين بيحبوك".. و"يا خالد يا عود الفل قوله من بعده ياما شوفنا الذل".. وهتفت الجماهير التي ودعت خالد ضد الولايات المتحدة الأمريكية والعدو الصهيوني وكأنها تجسد موقف والده الراحل عندما اعتبر الولايات المتحدة الأمريكية هي الحليف الاستراتيجي لعدو الأمة العربية العدو الصهيوني. هتفت الجماهير المصرية بحياة خالد وحياة الشهيد نور الدين المتهمين باغتيال الجواسيس الإسرائيليين وهذا يجسد حقيقة أن عدونا الصهيوني سيبقى هو العدو الأول للأمة العربية مهما حاول بعض حكامنا العرب دفع شعبنا العربي للتطبيع مع هذا العدو. ووقف المتظاهرون في ميدان التحرير دقيقة صمت حداداً على روح الفقيد رافعين صوراً لقائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر والد الفقيد الراحل وهم يهتفون أيضاً "فين أيامك يا ناصر".. مما يؤكد القيادة والريادة لوالد الراحل زعيم الأمة العربية عندما كانت مصر في عهده "القيادة والريادة" وكان المواطن العربي "يرفع رأسه" عالياً بكل فخر واعتزاز ولكن بعد رحيله انتكست مصر وتقزم دورها القومي العربي بمعاهدة كامب – ديفيد المشؤومة التي ارتفع العلم الصهيوني فوق القاهرة بموجبها وكرّس هذا التقزيم وحجم هذا الدور القيادي والريادي بعد السادات الذي وقع هذه المعاهدة الرئيس المخلوع حسني مبارك فأصبحت مصر بعدهما تابعاً للإدارة الأمريكية وحليفاً للعدو الصهيوني وهذا الدور أغضب الشعب العربي المصري وكان من أهم أسباب ثورته هو عودة مصر إلى دورها الطبيعي والمعروف دور "القيادة والريادة" وهذا ما تربى عليه شباب مصر لأن مبادئ وأهداف ثورة 23 يوليو بقيادة والد الراحل خالد أبوخالد لم تمت واستطاع شباب مصر في ثورة 25 يناير المجيدة تجديد هذه الأهداف وبث الروح فيها من جديد حتى أن أخا الفقيد خالد وابن الزعيم الخالد المهندس عبدالحكيم قال بعد نجاح الثورة "افرح يا عبدالناصر عيالك عملوها". فالمرحوم خالد وكل أبناء الخالد جمال عبدالناصر كانوا مثالاً للتربية الوطنية، فحافظوا على مبادئ والدهم وعملوا من أجل تحقيقها لأنهم تربوا على هذه القيم والمبادئ فاحترموا أنفسهم واحترموا الشعب ولم يحاولوا استغلال دور واسم والدهم في حياتهم الشخصية للوصول إلى مكاسب مادية أو ذاتية ولم يحاولوا استغلال كونهم أبناء الزعيم والقائد الخالد في أي عملية "توريث" كما حدث ويحدث في الوطن العربي وكما كان يحاول الرئيس المخلوع حسني مبارك عندما حاول توريث الحكم لابنه جمال. ولعل التاريخ يذكرنا بحسن التربية الوطنية والاجتماعية والقومية التي تلقاها أبناء القائد من القائد، ويذكرنا هذا التاريخ بالكلمات المشهورة التي قالها الرئيس عبدالناصر للراحل الدكتور خالد عندما كان شاباً فقد قال له "لو استخدمت اسمي في أخذ ما ليس لك سأضعك في السجن الحربي". ويذكرنا التاريخ أيضاً بحادثة أخرى عندما وقعت مشادة بين الراحل الدكتور خالد وبين أحد التلاميذ في المدرسة عندما كان طفلاً وعاتب جمال رحمه الله ولده خالد ثم اتصل بمدير المدرسة وطلب منه عدم المساس بالتلميذ وأن يعامل خالد مثله مثل باقي الطلاب. وحافظ خالد رحمه الله على ما تعلمه من والده الخالد الذكر جمال عبدالناصر، رحم الله الفقيدين وأسكنهما فسيح جناته .. "إنا لله وإنا إليه راجعون".