12 سبتمبر 2025
تسجيلالاسبوع الماضي كتبت منتقدا اقرار احدى المدارس المستقلة الاعدادية للبنات لمنهج فيه كثير من التناول غير المعقول عن الحياة الجنسية، وصور فاضحة، الا انني اليوم وفي هذه الزاوية احيي واقدر في هذه المدرسة وادارتها شجاعة الاعتراف بالخطأ، وهو امر نفتقده في كثير من المؤسسات، حيث اشارت المدرسة عبر اتصال مباشر وفي رد الى ( ) ان الكتاب الذي وقع تحت يد احدى- الطالبات كان بصورة خاطئة، مؤكدة ان الكتب التي وزعت ازيلت منها تلك الصفحات. الاعتراف بالخطأ -كما يقول المثل- فضيلة، وغالبا لا نجد ذلك عند كثير من الوزارات او المؤسسات، كون الاعتراف بالخطأ فيه نوع من الصعوبة على النفس البشرية، ويعتقد البعض أنه باعترافه بارتكاب خطأ معناه ان وضعه الاجتماعي او الوظيفي سوف يتدنى او يتقلص ، وبالتالي تجد العديد من الناس يصر على الخطأ مع علمه به، بل ويكابر ويرفض الاعتراف به، وهنا الكارثة، فليس عيبا ان يخطئ المرؤ، انما العيب والطامة الكبرى ان يعرف الانسان انه على خطأ ويصر عليه، ويتمادى فيه. البعض من الوزارات والمؤسسات عندما تنشر وسائل الاعلام عن قصور في ادائها، او اخطاء قد وقعت في جهاز تابع لها، لا تبحث في الغالب عن تصحيح ذلك بقدر ما تبحث عن الجهة او الشخص الذي قام (بتسريب) تلك الاخطاء الى وسائل الاعلام، وفي سبيل معرفة ذلك الشخص تعقد الاجتماعات، وتصدر التعميمات التي تمنع أي فرد في الوزارة او المؤسسة من التعامل مع وسائل الاعلام. واعتقد انه لو خصص هذا الوقت في ايجاد الحلول لأوجه القصور لكان اجدى من عقد الاجتماعات لمعرفة ’’ عملاء ’’ الاعلام. نحن لا نريد تشهيرا، ولا نكنّ عداوات، بل نؤمن اننا جزء مكمل لمؤسسات المجتمع المختلفة، فنحن جميعنا في قارب واحد، وعندما يتم توجيه انتقاد لجهة ما لوجود قصور او اخطاء فهذا نابع من حرصنا على تصحيح مسيرة تلك الجهة، واذا ما تم ذلك فسنكون اكثر الناس سعادة، واول المصفقين والداعمين لأي انجاز يتحقق من قبل أي جهة، لأنه في حقيقة الامر انجاز للجميع. مرة اخرى اقدر في هذه المدرسة الشجاعة بالاعتراف بالخطأ، واتمنى ان تمتلك أي جهة كانت الشجاعة ايضا في الاعلان عن أي خطأ قد تقع فيه، وهذا ليس عيبا، فالشخص او الجهة التي تعمل من الطبيعي جدا أن تخطئ، بينما الآخرون الذين يجلسون في بيوتهم دون عمل فإنهم من الطبيعي جدا ألا يتعرضوا للانتقاد او يقعوا في خطأ، لأنهم بكل بساطة لا يعملون.