11 سبتمبر 2025
تسجيلجميل أن تبدأ إدارة المرور والدوريات حملة توعوية بالتعديلات الجديدة في قانون المرور، ولكن الاجمل ان يكون هناك تقيد بالقانون من قبل الافراد دون الحاجة الى ايجاد سلطة رقابية مباشرة، تعمل على فرض القانون بقوة المخالفات وفرض رسوم مالية على المخالفين له. هناك أفراد تجدهم يتقيدون بالقانون عندما يرون رجل الشرطة امامهم، واذا ما غاب فإن الالتزام غير موجود، وهنا المشكلة، وبالتالي مطلوب ان يكون هناك التزام داخلي، وهو ما يعني خلق وعي لدى الافراد بأن الانظمة والقوانين التي تصدر ما هي إلا من اجل مصلحة المجتمع والافراد، وان الالتزام بها يعني العمل على مصلحة الوطن والمجتمع. المواطن العربي إجمالاً عندما يذهب الى الدول الغربية، سائحا كان أو عاملاً أو دارساً، تجده ملتزما بقوانين وانظمة تلك البلدان، ويتقيد بها دون الحاجة الى وجود رقيب من قبل رجل الشرطة أو رجل القانون، فلماذا يكون الالتزام في تلك البلدان، بينما في وطنه يضرب عرض الحائط بالقوانين والانظمة القائمة؟ باعتقادي ان أحد أسباب ذلك هو الاعتقاد ان هناك افرادا يخالفون القانون ولا يتعرضون للعقاب، بمعنى ان العقاب يفرض على البسطاء، في حين، الواسطة قد تنجي البعض من الغرامة المالية او المخالفة القانونية. هذا القول بغض النظر عما إذا كان صحيحا أو خاطئا، فإن الايمان به خطأ كبير، والعمل به يمثل خطيئة، كون الانسان محاسباً عما يفعله هو دون غيره. واذا كان القياس على ما يفعله الغير، هناك من يقدمون على الانتحار مثلاً أو يرمون أنفسهم من أعالي الأبراج أو يمارسون اعمالا مرفوضة دينياً وأخلاقياً، فهل يمكن تقليدهم في ذلك؟ القياس على سلوكيات الآخرين أمر غير صحيح، نعم مطلوب اتخاذ قدوة، والسير على نهج أفراد يعدون نموذجاً مشرفاً، وفي نفس الوقت لا مانع من اخذ ما هو جيد من الآخرين، ما دام لا يتعارض مع قيم وعادات واخلاق المجتمع، ولا يتعارض مع انظمة وقوانين البلد. يجب ان نكون اكثر التزاما بالقوانين والانظمة حتى اذا كان الرقيب البشري غير حاضر امامنا، فهناك رقيب داخلي هو الذي يوجه تصرفاتنا وسلوكياتنا، وهو ما ينبغي العمل به، بعيدا عن الخوف من غرامة مالية او عقوبة جسدية، قد نتعرض لها اذا ما خالفنا تلك القوانين. يجب ان تكون لدينا ثقة مطلقة ان هذه القوانين والانظمة هي من اجل مصلحتنا، وان الاخلال بها هو اخلال بالمجتمع، واضرار بأنفسنا قبل ذلك، فهذه القوانين هي سياج يحمي مجتمعنا بمكوناته المختلفة. نعم، يجب أن نكون سفراء لبلدنا في الخارج، نقدم الصورة المشرفة عنه في حلنا وترحالنا، وفي نفس الوقت مطلوب منا ايضا ان نكون خير ممثلين لقيمنا واخلاقنا داخل مجتمعنا، وان نكون ملتزمين ومنضبطين تلقاء انفسنا، دون الانتظار لمن يأمرنا بذلك، او يشعرنا بوجود مراقب لنا. الالتزام بالقوانين والانظمة هو مظهر حضاري، ودليل على رقي الافراد ووعيهم وحرصهم على مصلحة الوطن.