10 سبتمبر 2025
تسجيل(1) يعد الإعلامي محمد نوح المطوع أحد أشهر المعلقين البارزين في مباريات كرة القدم خلال فترة السبعينيات وحتى اعتزاله التعليق الرياضي قبل سنوات. وكانت له بصماته المعهودة في مجال التعليق الكروي في فترة كان عدد المعلقين يعدون على الأصابع، وان كان هو أشهرهم على الاطلاق وبخاصة في فترتي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. (2) ولعل الشيء الأهم الذي لا يعرفه الناس عن محمد نوح المطوع انه من أبناء قطر الأوائل الذين التحقوا بمهنة الكشافة والجوالة منذ صغره وتفوقه بعد ذلك في هذا الميدان بعد مرحلة الدراسة، وكان أحد رموز هذه الحركة التي كرمته جمعية الكشافة القطرية قبل سنوات بحكم انه من الرعيل الأول الذي انخرط في الكشافة وكان من الفاعلين فيها. ولهذا فنحن نعرج هنا على ذكر جزء من سيرته ودوره الذي لا ينسى في المجال الكشفي، خاصة خلال فترتي الستينيات والسبعينيات التي كان من روادها على مستوى قطر. (3) ولد محمد نوح في فريق الغانم سنة 1952م، وقد عمل في دائرة المعارف (وزارة التربية والتعليم) فيما بعد. وكان مقرها في حي الجسرة، وكان والده متعلما ودارسا ومثقفا، حيث درس في القاهرة وكان يتحدث الانجليزية والايطالية والفارسية والهندية. وهو صاحب الفضل في تعليم ابنه محمد نوح، وقد درس المرحلة الابتدائية في مدرسة قطر الابتدائية ثم في مدرسة قطر النموذجية وبعدها مدرسة قطر الإعدادية حيث كان يمارس فيها لعبة الجمباز. وقد تم نقله في عام 1967م الى مدرسة راس بو عبود الإعدادية، وفيها بدأ عمله مع العمل الكشفي والجوالة وكذلك ممارسة العمل التطوعي بجانب عمله في لعبة كرة اليد خلال فترة الفسحة أو الفرصة داخل المدرسة. وقد كان يمارس نشاطه في طابور الصباح مع الأستاذ والشاعر معروف رفيق والمذيع زهير قدورة عبر نشاط الإذاعة المدرسية بالتعاون مع الإذاعة فيما بعد حتى انخرط في المجال الإعلامي بعد ذلك. كما مارس مهنة التحكيم للمباريات وحينها عاصر بعض اللاعبين المتفوقين في عصره مثل: - علي عيسى بو حقب - محمد ناصر النعيمي - محمد علي الحمادي (الملقب باسم محمد علي كلاي) وغيرهم كثير. اما دار المعلمين فكانت مرحلة مهمة من مراحل دراسته التي لا تنسى أبدا، فقد درس فيها المئات من القطريين الذين كانت لهم بصماتهم الواضحة في بناء الأجيال حتى تخرج منه عاد 1972م. ثم عمل في مجال التدريس بمدرسة ابوبكر الصديق الابتدائية كمدرس تربية رياضية ثم في مدرسة صلاح الدين ومدرسة عمر بن الخطاب وكذلك مدرسة الخليج العربي واستمر في التدريس حتى عام 1975م. (4) عمله في عشيرة الجوالة والخدمة الكشفية جعلت منه أحد أبناء قطر الفاعلين الذين مارسوا المجال بكل ثقة وعمل وطني مخلص على مدى الستينيات والسبعينيات بشكل خاص. فدخل هذا الميدان منذ مدرسة قطر الابتدائية ثم مدرسة راس بو عبود الإعدادية بتوجيه من الأستاذ مصطفى أبو شهلا وأطلق مع عشيرة الجوالة تحت اسم “عشيرة الحق“ وحينها انضم معه كل من: - حسن طاهر - عبدالله عبدالجبار - محمد زينل - عبدالله جابر يوسف فخرو (رحمه الله) - إبراهيم الأنصاري - عبدالرحمن مفتاح. - كما شارك معنا بعض المؤسسين مثل: - إبراهيم النعيمي (رحمه الله) - محمد زينل - مسعود دهام (رحمه الله) - حمد الرميحي (المخرج المسرحي).. وغيرهم كثير. (5) وقد حصل محمد نوح على “الشارة الخشبية“ وحضر العديد من المعسكرات والمخيمات الكشفية السنوية المحلية بجانب المعسكرات الخارجية في البلدان العربية. وفي قطر كانت تقام نشاطات الكشافة في بعض المدن والمناطق المعروفة مثل: - راس بو عبود - الخور - سمسمة - الخور - وادي العقدة.. وغيرها. (6) كما كان محمد نوح من المؤسسين في مجال المسرح القطري وشارك في بعض الأعمال المسرحية بجانب بعض النجوم المهتمين بفن المسرح في تلك الفترة منهم: - محمد عبدالله الأنصاري - موسى زينل - حسن إبراهيم (رحمه الله) - محمد سلطان الكواري (رحمه الله) - عبداللطيف سمهون - كمال محيسي - عبدالله أحمد.. وغيرهم. وقد قدم بعض الاعمال المسرحية مثل: - سبع السبمبع - عانس - حلاة الثوبرقعته منه وفيه. وأقيمت هذه المسرحيات على مسرح مدرسة الاستقلال. كما شارك في بعض التمثيليات التلفزيونية في برنامج أين الطريق بتلفزيون قطر. وكذلك عمل (بندر في قطر) مع مجموعة من الممثلين الكويتيين. وقد أسس محمد نوح أول قسم للمسرح بوزارة الإعلام سنة 1975 م. (7) وقد دخل نوح مجال الإعلام واستمر فيه لسنوات طويلة قضاها في خدمة التعليق التلفزيوني وكان متفوقا فيه لعقود طويلة. وقدم الكثير من البرامج الإذاعية والتلفزيونية مع الاستمرار في التعليق على مباريات كرة القدم خاصة في استاد الدوحة واستاد مدينة خليفة الرياضي بعد ذلك. وهذا أكسبه مهارات كبيرة في التفوق الرياضي بمجال الإعلام القطري لفترة طويلة. وكان الإعلامي والمعلق الرياضي عاهد الشنطي أحد المقدمين للبرامج الرياضية حيث شجع محمد نوح على الانخراط في التعليق الكروي فنجح فيه. وقد شارك نوح في التعليق على فعاليات الدورة الأولمبية في مونتريال بكندا سنة 1976 م. (8) كلمة أخيرة: يظل محمد نوح علامة مميزة ورائدة في المجالين الكشفي والإعلامي. ولكن بصمته مع الكشافة والجوالة القطرية كانت سباقة في تسجيل اسمه مع الرواد الاوائل في هذه الحركة المجتمعية النشطة في زمن الطيبين. [email protected]