10 سبتمبر 2025
تسجيلهل وجد المتنبي في مصر عند كافور ما كان يبحث عنه؟! كعادته بعد أن استقر يقال إن كافور سجنه، واستطاع الهرب والفرار بجلده، وعندها ترنم برائعته، "عيدٌ بأية حال عدت يا عيد"، وهنا لابد أن نتوقف قليلاً، لك أن كتب التاريخ تسرد علينا قصة مقتله وهو عائد من مدينة شعراء بالقرب من "دير العاقول" ولقد أهداني صديقي الفنان العراقي الكبير صبري الرماحي من سنوات مسرحية تحمل عنوان "الزمن المقتول في دير العاقول" من تأليف الأديب العراقي "عادل كاظم" وهي مسرحية كنت أتمنى أن تجسّد فوق خشبة المسرح من إخراج الفنان القدير ناصر عبد الرضا. كما أن في عام (2010) عبر احتفالات الدوحة كعاصمة للثقافة العربية طرح على لجنة قراءة النصوص الفنان العراقي "جواد الأسدي" أن يتم افتتاح الفعاليات باستحضار "المتنبي" ولكن كان تفكير الوزير المثقف الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري أن الأفضل استحضار "بيت الحكمة" الذي أثر لأجيال في تغذية الفكر العربي والعالمي بدور وأهمية العرب في الحضارة الإنسانية. أعود إلى نص "الزمن المقتول في دير العاقول" وتأكيد بعض المصادر أن المتنبي وابنه وخادمه قد لقوا حتفهم هناك. مصادر أخرى تؤكد أن المتنبي قتل وهو في طريقه هربًا إلى بلاد الشام وأن جنود "كافور" قد اصطادوه في الطريق وقتلوه. إذًا حتى في رحيله هناك أكثر من حكاية، كما هو حكاية مسرحنا المغلف بالجمود بدءًا بأزمة الحصار أولاً ومن ثم "دار العصر.. كورونا.." وهذا ما أدى إلى هبوط عزيمة المسرحيين مع الأسف. نعود إلى أبي الطيب المتنبي، ونطرح على ذواتنا.. هل استقر هذا الكائن القلق في مكان ما؟! وعن ماذا كان يبحث؟! اتجه إلى بلاد فارس كما تؤكد بعض المصادر واستقبله "ابن العميد" ذلك أن هذا الشاعر كان بكل المقاييس صوتًا مسموعًا أو مجموعة من وزارات الإعلام، وكان الصوت الأميز والأكثر حضورًا، سواء في المديح أو الهجاء أو غيرهما من فنون القول. يكفي أن نقول إن بعض أبياته أدت به إلى التهلكة "ما أنصف القوم ضبة". كان هذا الهجاء النقطة الأخيرة في مسيرته لحياة مضطربة، وإن كانت تماثل صورة من صور الحياة آنذاك من تفكك وانهيار وظهور دويلات ومذاهب وعقائد وانقسام للدولة العباسية. ووسط كل هذا كان المتنبي الصوت الأبرز من خلال خيال خصب ولغة سامقة بعيدًا عن التكلف أو الصنعة، يكفي أنه أبو الطيب المتنبي!. وللحديث بقية.. [email protected]