مـن أنت ؟

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الروتين اليومي، ومشاغل الحياة، الجدول المزدحم، والواجبات العائلية .. ومن الجانب الآخر، الناس والأهل، الأحبة زملاء العمل وزملاء الدراسة! ولكـن هناك نصا مفقودا .. نص مُهمل بل شخـص مُهـمـش! من هو ؟ ولماذا؟ إن البشر في طبيعة الحال، غارقون في الحياة، ضحية للأعمال والمهمات اليومية.. يجولون هنا وهناك ويحملون على أكتافهم مسؤوليات كثيرة ويؤدون مهمات يجب أن ينجزوها حتى تتساقط رؤوسهم تعباً في نهاية اليوم. متناسين أنفسهم، وحقوقهم .. وهذا يعد من أكثر الأمور التي تؤدي إلى عدم المضي قدماً في " حياة الإنسان" . سابقاً، كنت أهوى حياة الصخب، والجدول الممتلئ بالأنشطة، وأقبل جميع دعوات المناسبات .. أجوب هنا وهناك بجسدي وبرغبتي الجامحة بالحصول على بعض من المرح والفرح! حتى جلست وحدي يوماً، أتأمل حياتي، أتأمل يومي وأعمالي .. صادف بأن لفت انتباهي هناك بعيداً في ركن كتبي، ورقة يبدو بأني لم أطلع عليها منذ وقت طويل.. أسرعت متجهة لكي أفتحها.. فوجدت أن هذه الورقة هي "قائمة أهدافي التي يجب أن أنجزها في 2016". تأملتها طويلاً وتأملت أهدافي المكتوبة التي أريد أن أحققها . وضعتها جانباً ثم عدت أدراجي مع يقين تام بأن يجب أن تتوقف هذه المهزلة، وقرار صارم بأن أقوم بالاهتمام بنفسـي والتعرف عليها وتلبية رغباتها أولاً بأول، وعدم تهميش الأوقات والأعمال المهمة لـ عملي، دراستي، كتاباتي التزاماتي وأيضاً لـ راحتي. يجب أن نحدد مصيرنا، ونعرف أين نحن من موقع الإعراب؟ يجب أن نحدد أهدافنا ونقوم بالعمل عليها. والأهم من ذلك التعرف على الذات الذي أسميته "القائد الخفي"، الذي سيقودنا إلى أمور كثيرة مهمة في حياتنا اليومية وأهمها النـجاح والمعرفـة والتقـدم . أن تتعرف على ذاتك، لا يعني اسمك ونسبك وسابع جد لك وبطولات عائلتك الكريمة .. بل تتعرف على نفسك، على مواصفاتك الحقيقية، على أحلامك، طموحاتك ورغباتك .. ومن أهم الشروط التي تجعلك تتعرف على ذاتك، بأن تكون صادقاً مع نفسك، وواضحاً، وأن تكون صريحاً، وأن تبتعد عن الأوهام التي تجعلك تنظر إلى نفسك بنظرة كاملة. ومن الأمور التي تساعد أكثر في التعرف على الذات صفاء ذهنك ونقاء سريرتك، والابتعاد قدر الإمكان عن التأثر بشخصيات الآخرين. يقول محمد الغزالي - العالم والمفكر الإسلامي المصري : " ما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والحين، وأن يرسل نظرات ناقدة في جوانبها ليتعرف عيوبها وآفاتها، وأن يرسم السياسات القصيرة المدى والطويلة المدى ليتخلص من الهنات التي تزري به." ويقول ستيف جوبز - مخترع وأحد أقطاب الأعمال في الولايات المتحدة : " ابدأ صغيرا، وفكر كبيرا. لا تقلق على أشياء كثيرة في نفس الوقت، ابدأ بالأشياء البسيطة أولا ثم تقدم إلى الأشياء الأكثر تعقيدا. " في نهاية المطاف، إنني أجزم وأبصم بأن أغلب الناجحين هم الذين قد تعرفوا على أنفسهم مسبقاً، وبأن هذه الخطوة التي يجب ألا يستهان بها هي الخطوة الأولى إلى النجاح والإنجاز وتحقيق الأحلام .