08 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); التفجيرات التي تشهدها العديد من دول العالم، هل هي من صناعة تنظيم داعش الإرهابي تخطيطا وتنفيذا فحسب؟ وهل يمكن أن يكون للحركة الصهيونية دور فيها؟ وكيف؟ وأين تكمن مصلحة كيانها السياسي (إسرائيل) من وراء زعزعة استقرار هذا العالم؟ وكيف يمكن لها أن تلتقط هذه الفوضى والعبث الدموي الذي يجتاح العالم لمصلحتها في صراعها مع العرب والإسلام والمسلمين؟ ولماذا داعش هو المتهم الأوّل؟ لنتذكّر تصريحا لافتا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وصف فيه الجريمة الفظيعة التي قام خلالها مستوطنون يهود نهاية العام الماضي بحرق عائلة الدوابشة وهم نيام، استخدم فيه حينها لأول مرّة مصطلح "الإرهاب اليهودي"، فما الذي دفع "دولة" أقيمت منذ تأسيسها على الإرهاب إلى هذا التوصيف؟ لجوء إسرائيل إلى مصطلح "الإرهاب اليهودي" يهدف إلى توزيع جرم إرهاب الدولة على اليهود (المستوطنين المتطرفين) ليغطّي على ما هو فعليًّا إرهاب الدولة نفسها، وليرفع عنها مسؤولية ما تمارسه بجيشها وأجهزتها الأمنية من قتل وقمع وبطش بحق الشعب الفلسطيني. من عادة سلطات الاحتلال إنكار الجرائم الوحشية التي يقترفها الجيش وسوائب المستوطنين وأذرعهم الإرهابية بحق الفلسطينيين، وإذا اضطرت إلى ذلك أمام الاتهامات الدولية فسريعا ما تردّ بالأعذار السياسية والأمنية، ومزاعم الدفاع عن النفس. لو عدنا إلى الوعي الشعبي الفلسطيني للتذكير بما فعلت عصابات الإرهاب الصهيونية مثل "الهاغانا" و"شتيرن" و"الأرغون" وقطعان المستوطنين من جرائم بحق المدنيين الفلسطينيين، والتي بقرت بطون الأمهات في دير ياسين، ودفنوا أجساد أحياء تحت التراب، وكذلك فعلوا في مذبحة كفر قاسم وغيرها الكثير. واليوم نتابع ما يقترفه جيش الاحتلال من جرائم الإعدام الميداني للأطفال والفتيات والنساء في شوارع المدن الفلسطينية بدم بارد، لأدرك المجتمع الدولي أن هذا السلوك الصهيوني، هو المحرّك الرئيسي للإرهاب العالمي، وبأن سيناريوهات الإعدام بقطع الرؤوس، وحرق البشر أحياء، مستمدة فكرا وعقيدة وممارسة من تلك العصابات المتوحّشة. اليوم تمثّل عصابات الاستيطان، وأذرعها الممتدّة داخل مؤسسات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى، صورة واضحة لإرهاب الدولة بأشكاله وأدواته المختلفة، وهناك أمثلة على ذلك لا تحصى، منها منظمات "بريت هاكانايم" و"مملكة إسرائيل" و"غوش إيمونيم" و"ليهافا"، التي انتقلت إليها وورثت العقليات والممارسات الإرهابية الصهيونية القديمة، فالمدرسة واحدة، والخلفية مشتركة، وكلاهما ضد حق الإنسان الفلسطيني في الحياة، رغم اختلاف الزمن والشخوص. فإرهاب الدولة الإسرائيلي ضد الفلسطينيين والعرب الآخرين من اغتيالات وتصفيات منذ زرع هذا الكيان في المنطقة، هو أخطر أنواع الإرهاب وأكثره عنفًا ودموية، فضلا عن أنَّ الضالعين فيه يتمتعون بالفرصة الأكبر للإفلات من العقاب الدولي، إضافة إلى أنه المحرك الأكبر لتوليد موجات جديدة من الإرهاب التقليدي الأعمى الذي تمارسه الجماعات المتشددة، أمثال تنظيم داعش. ممارسة إسرائيل إرهاب "الدولة" بجيشها ومستوطنيها، هو رفضها للآخر الذي هو صاحب الأرض التي هي للفلسطينيين، والبحر والفضاء من فوقهما، واحتقاره والمسّ به والاستهتار بحياته وقيمه والتعامل معه من موقع التفوق والقوة، وقهره وتبديد كرامته ليستكين ويُهزم ويرضخ للصهيونية ومشروعها الأقوى على خارطة الوطن العربي، وليس أمامه سوى الانحناء وقبول الواقع الاحتلالي التوسعي والتعامل معه. التفجيرات التي تشهدها العديد من عواصم العالم هي بلا شك عمل منظم ولا يمكن أن يخرج عن عقليات وإدارات استخباراتية، وبالتدقيق في أهدافها غير المرئية، فهي تحقق هدفا محددا بعينه، يتمثّل بتعميق الكراهية للمسلمين وللإسلام، وحشرهم ليكون العالم كله ضدهم، وليس هناك من جهة تريد ذلك وتستفيد من تبعاته سوى إسرائيل، وعليه لا غرابة من القول إن داعش صناعة تم تغليفها "إسرائيليا" باسم الإسلام.. وإلى الخميس المقبل.