19 سبتمبر 2025
تسجيلبالأمس انتهينا إلى أن حالة أو شعور السعادة الذي قد يأتيك لأي سبب مادي أو معنوي لا يستمر معك، لأن له فترة صلاحية معينة، ومرجع ذلك إلى أنه لا شيء يدوم ويخلد على هذه الأرض، فالأصل في الأشياء التغير المستمر وعدم الاستقرار على حالة واحدة. قد تفرح بالمال الذي كسبته، وبه ستحقق الكثير من أهدافك وأحلامك وتسعد بذلك، وقد تظفر بمن تحب وتتزوجها وتسعد بها، وتنجح في دراستك وعملك وحياتك وتعيش حالة من السعادة.. ثم ماذا؟ هل تتوقع أن تسعد طوال الوقت؟ هل تتوقع أن تستمر حالتك المادية تلك، سواء بالزيادة أم النقصان؟ هل تتوقع أن أهدافك اكتملت؟ إلى آخر هذه النوعية من الأسئلة الاستفهامية. بالطبع لن تستمر حالة السعادة، فإن ألمًا قد يجتاح بدنك دون سابق إنذار، لا تدري مصدره، سيكون سببًا كافيًا لأن تعيش كما لو أنك لم تسعد من قبل! وربما عشت حالة من الوساوس والقلق والتوتر، رغم أنك قد تكون صاحب جاه ومال لا يعد ولا يحصى.. فما القصة إذن؟ القصة باختصار هي ما كنت أعنيه تمامًا في حديث اليومين الفائتين، وملخصها، أن ما تبحث وتكد وتتعب بشأنه، وهو تحقيق حالة من السعادة تغمرك، لن يتحقق لك بالشكل المأمول، ولكن بالشكل المقدور لك. هذه نقطة أولى. النقطة الثانية أن سعادتك بمقدورك أنت وحدك صناعتها عبر أساليب وطرق شتى، بحسب معتقداتك ومفاهيمك ونظرتك للحياة والناس. لكن ثق تمامًا أن ما تصنعه ليس شرطًا له الاستمرارية والخلود، مهما وفرت من أسباب ووسائل، لأنك في حياة أرضية لا خلود لها، ولكن عش حياتك دون تكلف، فإن هذه الحياة ليست حالة طارئة تجعل المرء منا مستنفرًا قلقًا طوال عمره، بل إن كل ما في الحياة من أحداث ووقائع لن تستمر كما أسلفنا، وهي زائلة عاجلًا أم آجلًا، وبالتالي فإن أي قلق أو توترات متعلقة بها ستزول أيضًا. عش حياتك كما يرضاها ربك، تجد سعادتك. خذها قاعدة في حياتك.