20 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كما تحدثنا فيما سبق عن جناح الخوف، فلابد لنا من أن نعلو بجناح الرجاء، فلن نسير بواحد دون الآخر، وهنا نتذكر كلام ابن القيم رحمه الله: "القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر: فالمحبة رأسه، والخوف والرجاء جناحاه، فمتى سلم الرأس والجناحان؛ فالطير جيد الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر ومتى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر" (مدارج السالكين). وقد ذكر الله تعالى الخوف مقرونًا بالرجاء في كتابه الكريم في مواضع كثيرة؛ منها قوله تبارك وتعالى: "أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ" (الزمر: 9). والرجاء هو الاستِبْشار بِجود فضل الرب تبارك وتعالى والارتياح لمطالعة كرمه، وهو الطمع في فضل الله ورحمته، وهو من أعظم أعمال القلوب التي يتقرب بها العبد إلى الله، وعن أنَسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه أن النبي صلَّى الله عليْه وسلَّم دخل على شابٍّ وهو في المَوْتِ، فقَالَ: "كيف تَجِدُكَ؟ قالَ: والله يا رسولَ الله إنِّي أَرْجُو الله وإنِّي أخَافُ ذُنُوبِي. فَقَالَ رَسُولُ الله صلَّى الله عليْه وسلَّم: لا يَجْتَمِعَانِ في قَلْبِ عبد في مِثْلِ هَذا الْمَوْطِنِ؛ إلاَّ أعْطَاهُ الله ما يَرْجُو، وآمَنَهُ ممَّا يَخَافُ" أخرجه التِّرمذي. والرجاء ثلاثة أنواع: نوعان محمودان ونوع مذموم. فالأولان: رجاء رجل عمل بطاعة الله على نورٍ من الله فهو راج لثوابه، ورجلٌ أذنب ذنوبًا ثم تاب منها؛ فهو راجٍ لمغفرة الله تعالى وعفوه وإحسانه وجوده وحلمه وكرمه. والثالث: رجلٌ متمادٍ في التفريط والخطايا يرجو رحمة الله بلا عملٍ؛ فهذا هو الغرور والتمني والرجاء الكاذب. ومن هنا نعلم الفرق بينه وبين التمني؛ أن التمني يكون مع الكسل ولا يسلك بصاحبه طريق الجد والاجتهاد، والرجاء يكون مع بذل الجهد وحسن التوكل. فأطلق لقلبك العنان؛ ودعه يطير بكلتا جناحيه؛ مرددًا ما قال أبو نواس حين وافته المنية: يا رب إن عظمت ذنوبي كثرةً .:. فلقد علمت بأن عفوك أعظمُ إن كان لا يرجوك إلا محسنٌ.:. فبمن يلوذ ويستجير المجرمٌ أدعوك ربي كما أمرت تضرعًا.:. فإذا رددت يدي فمن ذا يرحمُ مالي إليك وسيلةً إلا الرجا.:. وجميل عفوك ثم إني مسلمُ