15 سبتمبر 2025

تسجيل

"الانتقائية" أفسدت السوبر

18 أغسطس 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); باستطلاع الرأي الذي قمت به لـ"الشرق" كانت أغلب الآراء مؤيدة لنقل مباراة السوبر السعودي بين الهلال والنصر للندن، قلة معارضة والقليل محايدون ينتظرون النتائج للتقييم. ولا أنكر بأني بداية كنت أحد المعارضين بناء على نواحٍ جماهيرية عاطفية، منها حرمان الفئة العظمى من الجمهور أبسط حقوقها، الحضور والدعم والتشجيع، وقصر ذلك على الطبقة (البرجوازية) من المجتمع!! وأعتقد كناحية مالية النتائج مقبولة نوعا ما، فدخل المباراة لا يقل عن 10ملايين ريال ستوزع بين الاتحاد والفريقين ونواحٍ خيرية رياضية. تنظيميا هناك أخطاء بالذات بعد المباراة واختلاط الحابل بالنابل والنزول لأرض الملعب والذي يتحمله نادي (كوينز بارك) والجهة المنظمة (شركة صلة) واتحاد الكرة. تسويقيا وفنيا لم يغرِ/يلفت انتباه المراقبين والكشافين ووكلاء الأعمال الحاضرين بالملعب أحدا من اللاعبين كما ذكرت (الجارديان) عطفا على الفوارق الفنية بالمتطلبات للأندية الإنجليزية وتواجدها بالمواهب الشابة. المباراة حصلت على سخط كبير من شريحة عظمى من المجتمع لأسباب خارجة عن كرة القدم، كالتركيز على المدرجات وحضور النساء الذي أبدع المخرج بالتركيز عليه وكأنه الحدث الأهم من كرة القدم. ما سر إقحام النساء بتقييم مباراة تقام لأول مرة بالخارج ومفترض أن تقيم فنيا وتنظيميا وتسويقيا وماليا واحترافيا؟!!. إذا كانت النساء ممنوعات من حضور الملاعب هنا وهو قرار (أنا أؤيده شخصيا) لاعتبارات الخصوصية وبعض التعاليم والأعراف، كون مجتمعنا للأسف (انتقائيا) يترك الإيجابية ويركز على السلبيات، لكن حضور النساء (بملعب لندن) فأعتقد عائد للانفتاح وللجو (الليبرالي) الذي تعيشه الجاليات بشكل عام هناك، ومن الصعوبة التحكم بعقليات وأخلاقيات وأنظمة بلد، كما أن أغلب الحضور عربي من المشجعين المستقرين للدراسة والعمل والسياحة والاستجمام وما الذي يثبت بأنهن سعوديات، فلقد رأينا المحجبة والمنقبة والسافرة وال...، و(كل مين) وما يمليه عليه دينه وأخلاقه وتربيته، ومن الظلم تقييم المباراة على هذا الأساس. ومن المفيد تكرار التجربة السنوات المقبلة بعواصم أوروبية أخرى/أمريكية، فمن حق الجاليات السعودية حضور ومؤازرة ورؤية فرق بلادها ومنتخباتها الوطنية، ولماذا لا تكون تلك المباراة الاستثناء الوحيد التي تقام خارج الإطار السياسي الجغرافي؟! عطفا على كم المسابقات المحلية الأخرى المتاحة هنا للجميع. سنكون بخير لو تركنا (الانتقائية) جانبا وركزنا على جودة العمل وتقييمه على أسس علمية وإخراجية، فنحن نركز على ما نريد ونغفل ما لا نريد مما يزيد من الاحتقان والسخط. فنياً الهلال والنصر قدما مباراة عادية شابها العك والفرص الضائعة، لكن الهلال كان الأفضل لذكاء مدربه وتعامله الفني والتكتيكي والانضباطي مع المباراة وهو رجلها وبطلها الأول، وللجو الإداري الذي أحاط بالفريق وأسهم بالتحضير النفسي الجيد للاعبين، وشخصية الأمير (نواف بن سعد) والمقبولة للجميع (وجه السعد)، أجانب الفريق كانوا علامة فارقة ومنهم البرازيلي (إدواردو) صاحب الهدف، عكس النصر الذي سأتحدث عنه مفصلا بالمقالات القادمة.