12 سبتمبر 2025

تسجيل

كيف نصنع (طاغوتا)!!

18 أغسطس 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تقول الحكاية الشعبية: إن أحد الملوك في سابق الزمان كان يملك (ثورا) ـ صباب بلا ـ فكان كلما ينزل (الثور) الى السوق مرة "يرفس" المارة، ومرة يأكل محاصيلهم.. حتى إنه إذا فكر أن يريح ضميره لا يعملها الا امام بيوتهم، فكانت الروائح الكريهة المنبعثة تشبه روائح مسيل الدموع في وقتنا الحاضر في قوتها وعنفوانها، ضاق السكان ذرعاً فيما يفعله الثور، ولم يكن أحد يستطيع أن يلمس (الثور) كونه (ثور) الملك.. فعقد سكان المدينة اجتماعاً عاجلاً لبحث تداعيات اعتداء (الثور)، وقرروا أن يخرجوا في اليوم التالي في مسيرة احتجاج لمطالبة الملك بوضع حد لاعتداءات (الثور )!!. وبالفعل اجتمع السكان وانطلقوا الى حيث قصر الملك.. وكان ان تطوّع احدهم بالهتاف ضد (الثور) وتم حمله على الاكتاف نظراً لشجاعته.. وبعد أن ساروا عدة خطوات عاد نصف المشاركين أدراجهم، وأعتذروا عن الاستمرار خوفاً من غضب (الملك).. والبقية واصلت المسير والهتاف وعندما اقتربوا من قصر الملك اعتذرت مجموعة أخرى عن الاستمرار خوفاً من عقاب (الملك).. ومن تبقى واصل المسير وترديد الهتافات خلف الرجل المحمول على الاكتاف، ومع اقتراب المسيرة شيئاً فشيئاً من قصر الملك كان السكان ينسحبون الواحد تلو الآخر بهدوء، حتى وصلوا الى بوابة القصر، كان الملك في تلك الأثناء يتابعهم من شرفة منزله من لحظة انطلاقهم من وسط المدينة حتى وصولهم إلى بوابة القصر.. وعند بوابة القصر التفت الرجل الذي كان يهتف وراءه فلم يجد أحداً سوى الرجل الذي يحمله على كتفيه، وما أن أنزله حتى فر هو الآخر هارباً فلم يبق إلا هو.. شعر الرجل بالخيبة والخذلان فقرر العودة نظراً لعدم وجود من يدعم مطالبه امام الملك.. لكن، نادى عليه الملك وأمر الحرس بفتح أبواب القصر لسماع مطالبه.. فدخل الرجل الى الملك.. وسأله: تفضل ما هي مطالبكم فقد رأيتكم تهتفون وسمعتكم تتحدثون عن (ثوري)، فهل أغضبكم بشيء؟!! فقال له الرجل: حاشا لله أن يغضبنا.. لكنك تعلم ياسيدي ان الذكر لا يستطيع العيش من دون أنثى.. ومن هنا خرجنا للمطالبة بتزويج (الثور ).. تبسم الملك، وشكر الرجل، وأوصاه أن يشكر أيضاً سكان المدينة على مشاعرهم النبيلة تجاه الثور ووعده خيراً!!في تلك الأثناء كان سكان المدينة ينتظرون (رفات) الرجل، فقد توقعوا أن يتم إعدامه من قبل الملك.. لكنهم صدموا عند عودته سالماً معافى، فهرعوا لسؤاله عما إذا قام بتوصيل مطالبهم للملك؟!.. فقال لهم: نعم أوصلت مطالبكم وغداً سترون ان الملك قد حقق مطالبكم، ففرح سكان المدينة بأن تخلصوا من (الثور ).. في صباح اليوم التالي فوجئ سكان المدينة بالثور وبجانبه زوجته، يتجولان في وسط المدينة، ليعيثا خراباً أكثر من ذي قبل، نظراً لأن الثور أصبح يعيل أسرة، وذلك بفضل سكان المدينة. (انتهت الحكاية)!!لو أننا من ذلك الوقت وضعنا حداً (للثور ).. فذبحناه وأرسلناه قطع ستيك (للملك).. لما تجرأ أحد من الطواغيت وثيرانهم أن يعيثوا فساداً في بلادنا.. لكن، خوفنا، وترددنا، وصمتنا.. هو من سمح بتكاثرهم!!