11 سبتمبر 2025

تسجيل

الدكتور السميط ومشروعه الاستثماري

18 أغسطس 2013

منذ نعومة أظفاري، تعلقت روحي بالعمل الخيري، فكانت أول تجربة لي، في المرحلة الابتدائية حينما كنت أسهم مع أقراني من طلبة مدرسة أبو بكر الصديق الابتدائية لجمع التبرعات لصالح القضية الفلسطينية. واستمر الحال على ذلك، حتى التحقت باللجنة الثقافية لنادي قطر الرياضي في المرحلة الإعدادية،وكانت اللجنة، بإشراف ودعم من الدكتور عبدالرحمن بن عمير النعيمي رئيس النادي آنذاك، وإحدى الشخصيات الدعوية والحقوقية المعروفة، حيث يرأس حاليا منظمة كرامة لحقوق الإنسان. وتوليت المهمة الأولى وهي حمل الصناديق، ومناشدة المتبرعين التفاعل مع قضايا المسلمين، والمساهمة بما تجود به أنفسهم من خير، وإيداعه في هذا الصندوق الذي كنت احمله. وكان التفاعل آنذاك مع قضية المسلمين في أفغانستان كبيرا، ليتم ربطها بقضية المسلمين الأولى، القضية الفلسطينية. وجاءت المرحلة الثانوية، لألتحق بمدرسة الدوحة الثانوية، وأنضم حينها بلجنة التربية الإسلامية في المدرسة، وكانت تحت إشراف فضيلة الشيخ غازي بوسماحة، من علماء غزة بفلسطين المحتلة يرحمه الله، وكان له أثر طيب في مسيرة العمل الدعوي والتربوي والخيري في قطر وخارجها،ويرافقه الأستاذ والمربي الفاضل ناصر بن عيسى المعضادي،مدرس العلوم الشرعية في المدرسة آنذاك. وبدأت في تلك الحقبة الزمنية التفاعل مع قضية جديدة للمسلمين، حيث كانت قضية مذابح حماة بسوريا الحرة وتبعاتها.. بالإضافة إلى الاستمرار في دعم قضية فلسطين، خاصة بعد مذابح صبرا وشاتيلا، وكذلك قضية أفغانستان الجريحة. ثم ذهبت إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1984 ميلادي،مبتعثا، وترأست لسنوات طويلة اتحاد الطلبة المسلمين في عدد من الولايات الأمريكية، حيث أتيحت لي فرصة عظيمة للتعرف عن قرب،على واقع المسلمين،وقضاياهم المختلفة. ولا أخفيكم الحال، بأن تفاعلي مع قضايا المسلمين منذ طفولتي، أمر قد حقق لي أمرين هما: الإدراك الواسع بأحوال المسلمين وقضاياهم، وكذلك إنهاك جسدي وفكري ومشاعري. فالهموم عديدة، والأحزان متنوعة،خاصة حينما تجد نفسك عاجزا عن فعل شي لترفع به، عن المسلمين همومهم. وبعد عودتي الأولى من الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1989 ميلادي، خرجت إلى الساحة العالمية قضية البوسنة والهرسك، وتفاعلت معها كثيرا، حتى أن أول معرض وملتقى للتعريف بالقضية أقيم في قطر،كان لي شرف تنظيمه. والتحقت بلجنة قطر لمشروع كافل اليتيم، والتي تحولت بعد ذلك إلى جمعية قطر الخيرية، وكنت عضوا في الجمعية العمومية للجمعية، وأحد الأعضاء الفاعلين فيها. وأسهمت في التسعينيات، مع شقيقي الأكبر إبراهيم آل إبراهيم، وبرئاسة فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن عبدالله الأنصاري في تأسيس " لجنة التكافل الاجتماعي، تحت مظلة الهيئة العامة للشباب والرياضة، وكانت أول لجنة خيرية، تخصصت في العمل في داخل قطر. ثم جاء موعد تكليفي من قبل سعادة الشيخ الدكتور محمد بن عيد آل ثاني رئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة، للمساهمة في تأسيس جمعية خيرية تحمل اسم والده يرحمه الله. وعملت في مكتبه الخاص متطوعا ووحيدا، وأسهمت في إعداد الوثائق الأولى لتدشين مؤسسة الشيخ عيد بن محمد الخيرية، والتي تولى بعد ذلك تأسيسها مع أشقائه، وبدعم من الدكتور علي محيي الدين القره داغي، والدكتور عبدالرحمن بن عمير النعيمي. ولم ينقطع حبي وتواصلي مع العمل الخيري بفضل الله حتى الساعة، فجراح المسلمين عديدة، وآهاتهم تزداد يوما بعد يوم، بل أخذت طريقا ومسارا آخر في مساهماتي الخيرية، من خلال دعم العمل الخيري، بمساهمات احترافية، ومهنية، واستشارية. حيث عملت وبرئاسة الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل ثاني في تأسيس " مكتب قطر الدولي لدعم منظمات المجتمع المدني، وكذلك مؤسسة أم الخير العالمية للرعاية الإنسانية، والشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية، وغيرها من المشروعات. كما أسهمت في تدشين، جائزة العمل الإنساني لدول مجلس التعاون الخليجي في دوراتها الثلاث، وترأست كذلك مجلس أمناء جائزة الساعون في البر لدورات عديدة، إضافة إلى جائزة البحرين للعمل التطوعي. وعملت على تكريم شخصيات عملت في مجالات العمل الخيري في العالم الإسلامي. كذلك أسهمت ممثلا للجامعة العربية المفتوحة،والتي أعمل فيها أستاذا جامعيا، في توقيع اتفاقية مع العم العزيز، رائد العمل الخيري الخليجي، فضيلة الشيخ يوسف بن جاسم الحجي رئيس الهيئة الخيرية العالمية الإسلامية في الكويت، لكفالة طلبة الدراسات العليا في مجالات العمل الخيري من الملتحقين بالجامعة. هذا الشريط الإخباري جاءني، وبكل تفاصيله التي لايسع المقام لذكرها، حينما علمت بوفاة شيخ العمل الخيري، المجاهد الدكتور عبدالرحمن السميط، رئيس مجلس إدارة جمعية العون الخيري يرحمه الله. فهذا الرجل العظيم بعطائه وإخلاصه، وإصراره، لايمكن أن يغيب عن ذاكرتي. بل أعتبر نفسي أحد تلاميذه. حيث تدربت على يديه في مجالات العمل الخيري، منذ عام 1991. ثم كانت وجهتي وزياراتي المتكررة للكويت عديدة، بهدف التعرف على آفاق العمل الخيري، وتجاربه الرائدة آنذاك. ولم يكن يغيب عن هذه الزيارات، للتعرف على التجارب الرائدة، تجارب الدكتور السميط في مجالات العمل الخيري. وكان لي شرف تكريمه مع العديد من إخوته،رواد العمل الخيري في العالم الإسلامي، ومنحه جائزة العمل الإنساني لدول مجلس التعاون الخليجي. لقدم قدم الدكتور السميط نموذجا اقتصاديا دعويا في العمل الخيري، أسهم في توفير حياة كريمة للمستهدفين من عمله الدعوي، والذي حقق نتائج هائلة وصلت إلى الدخول في دين الله العظيم أكثر من 11 مليون مهتد. كذلك، حينما التحقت بمجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية، أكرمني الله سبحانه وتعالى بالتعرف على بعض مجالات العمل الخيري في إفريقيا. ولم يكن لأحد أن يذكر العمل الخيري في إفريقيا، دون أن يذكر الشيخ الدكتور عبدالرحمن السميط يرحمه الله. مساهمات عديدة، وتضحيات لاحصر لها قدمها الدكتور السميط في إفريقيا. رحم الله الدكتور المجاهد عبدالرحمن السميط وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله ومحبيه، وتلاميذه، والعاملين معه،الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.