18 سبتمبر 2025
تسجيلفيما تعاني السلطة الإقليمية لدارفور من مصاعب مالية كبيرة واحتجاجات داخل حركة التحرير والعدالة التي يرأسها التيجاني سيسيه، وصل وفد من حركة عبدالواحد محمد نور إلى إسرائيل في زيارة تعد الثانية من نوعها وربما الثالثة.. وحركة عبدالواحد واحدة من الحركات الدارفورية المتمردة على الدولة السودانية والرافضة لاتفاق الدوحة (يوليو 2011م).. المتابعون للمنزلق والدرك الذي تردت فيه تلك الحركة يقولون إن هذه الزيارة تأتي في إطار تأمين الدعم الإسرائيلي للحركة.. ولكن لماذا تخاطر هذه الحركة بإقامة علاقات مع إسرائيل رغم ما تسببه تلك العلاقة من حرج ورفض مبدئي واشمئزاز من أبناء دارفور؟ واقع الحال يقول إن عبدالواحد يريد أن يحقق بعلاقته مع إسرائيل ما لم يحققه عبر البندقية حيث تعاني حركته معاناة شديدة جراء الانقسامات والانشطارات التي غدت سمة مميزة لحركات دارفور التي وصل عددها إلى حوالي (40) حركة!! لم يجد بعض المراقبين والمحللين من توصيف مناسب للحركة إلا وصفها بالظاهرة الصوتية كناية عن (الصخب) الإعلامي الذي تستخدمه كـ(تكتيك) و(تكنيك) دون أن يكون لها وجود فعلي على الأرض.. الحركة في نظرهم ليست سوى هيئة من أركان القيادة في حركته عبارة عن (4) هواتف جوالة وآخر من طراز ثريا.. حركة عبدالواحد قامت بتصفية (7) مواطنين بمعسكر الحميدية بمنطقة زالنجي بدارفور لرفضهم دفع جبايات فرضتها عليهم؟! في أواخر يوليو 2010 اعتدت أيضا على النازحين بذات المعسكر مما أدى لمقتل (4) أبرزهم أحد مشايخ المعسكر.. الحركة درجت على الاعتداء على النازحين بالمعسكرات وتنفيذ حملات اعتقالات تجاه المؤيدين لجهود السلام في دارفور.. قيادات المعسكرات تشكو لـ"طوب الأرض" قائلة إن النازحين باتوا يعانون من الانتهاكات التي تقوم بها الحركة المتمردة وقالوا إنها قامت باعتقال المؤيدين لخط السلام بدعوى رفضهم لدفع الاشتراكات التي تجمعها الحركة من داخل المعسكرات؟! كثير من سلوك وتصرفات رئيس الحركة يغلب عليها (الرعونة).. إحدى مذيعات الفضائيات العربية كانت تغالب دهشة مكتومة وهي تحاور عبدالواحد محمد نور الذي ظل مفتخرا بأنه زار إسرائيل وسيزورها مرات ومرات وسيفتح لها سفارة في الخرطوم حينما يحكم السودان قريبا؟! أصر الرجل كذلك وهو يتحدث إلى تلك الفضائية على أن إسرائيل (تحنو) و(تعطف) على اللاجئين من دارفور الذين دخلوا إليها بتدبير استخباراتي معروف قام به الموساد بمعاونة قادة الحركات المسلحة في دارفور.. كان الرجل يطارد خيط دخان وأحلام أحالها الواقع الأليم في إسرائيل إلى خرافة.. الحركة شاركت أيضاً في مظاهرات الجماعات اليهودية على هامش مؤتمر ديربان الثاني في جنيف في مايو 2009، ونقلت الأخبار أن أفراد الحركة ارتدوا (تي شيرتات) عليها العلم الإسرائيلي، رافعين اللافتات الصهيونية فوق وجوههم!! هذا في الوقت الذي قررت حكومة الكيان الإسرائيلي بيع حوالي عشرة آلاف لاجئ بعضهم لجأ من دارفور إلى دول أخرى نظير مقابل مالي تمنحه إسرائيل لحكومات تلك الدول. وذلك ببساطة لأن الغرض الدعائي حصل كما أن تكلفة إعادة توطينهم على أرض فلسطين المغتصبة تكلفة باهظة وأن تكلفة توطينهم في الخارج أقل بكثير.. لقد تعمّدت إسرائيل جر أقدام اللاجئين من دارفور استغلالا للأزمة ومحاولة للظهور أمام العالم بمظهر المشفق والحريص على الجانب الإنساني حتى تغطي على جرائمها المعروفة في فلسطين.. حينها خشينا أن يكون عبدالواحد شخصياً ضمن اللاجئين المعروضين للبيع!! ماذا ننتظر من حركة زعيمها لا يتورع في الذهاب إلى إسرائيل ويدعوها للنيل من بلاده.. في عام 2009م زار عبدالواحد ديار الخنازير.. مطار بن غوريون استقبل الطائرة الفرنسية التي أقلته.. خلال 6 ساعات قضاها عبدالواحد يصرخ ملتاعا ويائسا مع رئيس الموساد الإسرائيلي مائير داجان طالبا منه استخدام إسرائيل لقوتها العسكرية للقيام بعمل عسكري ضد طائرة الرئيس البشير.. عبدالواحد من فرط سذاجته ظن أنه يمكن أن يشير إلى (إسرائيل) ماذا تفعل.. (إسرائيل) الدولة الباغية التي تحرك وتلعب بأكبر دولة في العالم يأتي عبدالواحد ليقول لها ماذا تفعل؟! الصهاينة الذين تتطابق صفاتهم مع صفات الخنازير، أصبح عبدالواحد يسبح بحمدهم ليل نهار، وحتما أصابه من عاداتهم الكثير.. التعاطي مع الخنـزير يصيب الإنسان بعادات سيئة وخصال غير حميدة متأصلة فيه مثل عدم الغيرة على أنثاه فهو الحيوان الوحيد الذي لا يغار عليها.. وعبد الواحد اليوم أصبح مثله مثل الرجل (ديوثاً) لا يغار على وطنه ولا على سيادته.. عبدالواحد شدد على ضرورة أن تتولى (إسرائيل) هذه المهمة مهمة القرصنة الجوية على طائرة الرئيس عمر البشير لأن (إسرائيل) بذلك تخدم (العدالة) الدولية؟! ولعل الرجل جاء بجديد حينما لفت نظر مائير داجان بأن البشير عدو لـ(إسرائيل) وهو يدعم المنظمات (الإرهابية)؟!