17 سبتمبر 2025
تسجيلالكثير من المؤشرات والعلامات الظاهرة والباطنة تدور حول السودان وتنعكس تداعياتها مرة على العلن مثل تصريحات الحلو قبيل إعلان نتيجة الانتخابات بأنه سوف يشعلها نيرانا إذا لم يفز في الانتخابات.. ورفع سقف توقعات تابعيه من الجنود وغيرهم وكذا مسانديه في الحركة الشعبية في دولة جنوب السودان.. وكان مقابل ذلك صمتا من الحكومة وتصريحات طيبة تدل على الطيبة السودانية التي عرف بها السودانيون للدرجة التي صرح بها مولانا أحمد هرون بأن الحلو سوف يكون نائباً للوالي إذا فاز هو في الانتخابات.. ولكن بمجرد إعلان نتيجة الانتخابات أوفي الحلو بوعده ووعيده وكاد أن يحرق جنوب كردفان كجزء من بلادنا العزيزة بمعنى أن الحكومة لم تأخذ تلك التصريحات مأخذ الجد وتفعل القانون الذي يخولها بحماية سيادتها الوطنية من أي محاولة تخريب أو تمرد جديد في دولة السودان بعد الانفصال فكانت الأجندة الغربية حاضرة وما زالت تداعياتها وتصريحات المنظمات حولها متناسية الذي بدأ الحرب وقتل الأبرياء لإلقاء الثوب الملطخ بالدماء على وجه الحكومة في إطار الحملة الجائرة التي تديرها المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية انطلاقاً من دولة الجنوب التي يكن العديد من رموزها كل الحقد لأهل السودان. وما زال المتمردون من بقايا الحركة الشعبية التي انفصلت بدولتها رغم أنف الجميع شماليين وجنوبيين ما زالوا يطلقون التصريحات التي تكون كفيلة بوضعهم في خانة الخيانة العظمى وشن الحرب على الدولة وإثارة النعرات العنصرية والتخابر مع دول عدوة لنا والسفر لاسرائيل والاستعانة بالشياطين لتخريب وتفتيت وحدة بلادنا في سيناريوهات واضحة وتصريحات وتقارير وأخبار مدفوعة القيمة وغير مدفوعة احياناً تشير إلى نواياهم الشريرة وعدم اعترافهم بالديمقراطية واحترام رأي الأغلبية ورأي الشعب.. وهذه المواقف المتوافقة والمتطابقة مع قرارات مجلس الأمن الخاضع لامريكا.. ومنظمات الأمم المتحدة الخاضعة هي الأخرى لامريكا ومخططات القوى الصهيونية كلها تشير إلى أمر واحد هو السعي والتخطيط لتنفيذ مخطط واضح المعالم إذا قرأنا الصورة والخارطة السياسية الدولية والإقليمية قراءة دقيقة وفاحصة.. الأمر الذي يفرض اتخاذ مواقف أكثر صرامة وقوة تجاه العناصر المكونة لأجزاء هذه المؤامرة التي تتشكل عناصرها وتتوحد أهدافها ومراميها. هل تذكرون إعلان الرئيس البشير عقب فوزه في الانتخابات العامة بأنه سوف يشكل في المرحلة القادمة حكومة ذات قاعدة عريضة.. ومضى اليوم أكثر من عامين ولم تتحرك الأمور صوب الوفاق والاتفاق بين القوى السياسية خطوة واحدة إلى الأمام.. الأحزاب السياسية التي يتوقع أن تمضي على طريق الوفاق وهما حزب الاتحاد وحزب الأمة... يتقدمان خطوة ويتأخران خطوات وهي ليست مراوحة في ذات المكان وإنما ابتعاد وتذبذب في المواقف.. وإذا كان المؤتمر الوطني قد أفصح عن نيته في إقامة تحالف عريض.. فكيف كانت إجابات القوى السياسية.... إنها لم تعلن رفضها للمبادرة.. ولكنها لم تتقدم نحو ذلك بل إن الذبذبة قائمة من الحركة المناوئة للمبادرة من اليساريين والمتمردين.. ويكفي هنا أن أشير إلى تصريحات والي ولاية النيل الأزرق عقار الذي تتلقف الصحف تصريحاته النارية وإساءاته للحكومة الاتحادية وتهديداته التي لم تعد مبطنة في الآونة الأخيرة خاصة بعد أن تمكن من إيصال صوته وتصريحاته التي تشكل جرائم حرب ضد الدولة والأمة عبر وسائل الإعلام العالمية والمحلية عياناً بياناً ودون مواربة أو دبلوماسية.. وهذا لعمري لأمر في منتهى الغرابة الطعن في هويتنا الثقافية والوطنية والدينية. وكما يقول المثل العربي( معظم النار من مستصغر الشرر) فإن المؤتمر الوطني وحكومته ينبغي عليها التعلم من الدروس القريبة والوقائع التي حدثت نتيجة عدم تفعيل القانون والدستور.. فالذي يخرج على إجماع الأمة.. ودستورها وقانونها العام ينبغي أن يعاد إلى موقعه الصحيح وأن ينال جزاءه وعقابه لأن الناس في الدولة الديمقراطية سواسية أمام القانون وأن العدالة ينبغي أن تسود.. الدستور يتحدث عن الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وأن لا كبير على القانون.. وبالتالي فإن حسم مثل هذه الأصوات الخارجة على القانون والدستور يجب أن يتم بصورة قاطعة وأن الذي يريد الديمقراطية.. فإن الدستور يحدد كيفية ممارستها والقانون.. وأن الذي يريد أن يزعزع الاستقرار ويفرض رأيه الأحادي على جميع الناس عليه أن يعلم أن ذلك مستحيل وإذا لم تتحرك الحكومة للقيام بدورها في معالجة هذه الحالة فإن الشعب كفيل بهم وبكل خارج على قراره وموقفه الجماعي من حماية الحرية والعدالة والديمقراطية. نفسي ومنى عيني أن أسمع دعوة واحدة من أحزابنا السياسية الوطنية للوحدة والسلام والديمقراطية!! Dr. Muheldin Titawi