19 سبتمبر 2025

تسجيل

لا نريد رئيساً "مصرياً"!

18 أغسطس 2011

 أبالغ إذا قلت إن كل أنظار وقلوب العرب من المحيط إلى الخليج تتجه صوب الشقيقة مصر وهي تدعو الله عز وجل في هذا الشهر المبارك شهر رمضان الكريم أن تحقق الثورة المصرية النصر بعد أن نجحت هذه الثورة في خلع ومحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك وأعوانه من الفاسدين والذين تعاونوا معه في "تقزيم" دور مصر الوطني والعروبي والقومي وبعد أن "صغروا" مصر وهي "الكبيرة" وبعد أن جعلوا من مصر "تابعاً" للإدارة الأمريكية وللعدو الصهيوني وهي "القيادة والريادة" وبعد أن "جوعوا" شعب مصر وهو "الغني" والفقير لله وحده.. وبعد أن "أذلوا" هذا الشعب وهو الذي قال للشعب العربي "ارفع رأسك يا أخي".هذا النجاح الذي حققته الثورة المصرية لا يعني أنها انتصرت كما قال الأستاذ والمفكر العربي محمد حسنين هيكل والانتصار الذي ننتظره جميعاً هو عودة مصر إلى دور "القيادة والريادة" وهذا الدور لن يتحقق إلا إذا ترجمت هذه الثورة على أرض الواقع "إرادة" الشعب العربي المصري وهذه الإرادة تتمثل في اختيار قيادة "قومية عربية" قبل أن تكون "مصرية" وفي ترجمة مطالب الشعب المصري في "العدالة الاجتماعية" وفي تحديد "العدو الحقيقي والصديق الحقيقي" وفي أن تقول هذه القيادة من هي وماذا تريد وما هي هويتنا.. وأقول هويتنا نحن العرب لأن عروبة هذه الثورة هي مفتاح النصر وأن تقول هذه القيادة أيضا ما هو الحلم العربي وكيف يمكن تحقيقه وأن تحدد أين هي من مبادئ ثورة 23 يوليو الخالدة ومن مبادئها القومية العربية ومن قائد الأمة العربية الراحل جمال عبد الناصر وأن تترحم على أرض الواقع حلم هذا القائد بما يتناسب مع ظروف المرحلة الحالية ولعلي لا أبالغ أيضا أن انتصار الثورة المصرية يتحقق في حال ترجمة الهدف الأخير من مبادئ ثورة 23 يوليو المجيدة والذي يطالب بالحرية والديمقراطية والذي حالت ظروف العدوان والتآمر دون تحقيقه في قيادة عبد الناصر بعد أن حققت تلك الثورة جميع مبادئها مما جعل منها ثورة عربية قومية ووطنية بالوقت نفسه.اليوم ومن أجل أن تنتصر ثورة مصر لابد أن تنتصر أولاً على من سرق من مصر دور "القيادة والريادة" وأن ترفض "الوصاية" و "التبعية" وأن تقول لكل عربي "ارفع رأسك يا أخي" والأهم من كل ذلك أن ترفع شعار "القومية العربية" لأن غياب هذا الشعار وفقدان العمل من أجله هو الذي جعل من الأمة العربية "حارة كل من أيده إله" كما قال الممثل السوري دريد لحام وأصبح الوطن العربي صنيعاً ومقاطعات يتحكم فيها البيت الأبيض ويسرح ويمرح بها العدو الصهيوني.وأصبحنا نسمع من أغلب حكامنا العرب "مصر أولاً" و "الأردن أولاً" و "الخليج أولاً" و "المغرب أولاً" وهذه "الأولاً" كرست أطماع الاستعمار القديم في اتفاقية سايكس بيكو التي مزقت الوطن العربي وهي التي شجعت الاستعمار الحديث في العمل على تقسيم هذا المقسم وتفتيت هذا المفتت في مشروع الشرق الأوسط الكبير والذي بدأ بغزو واحتلال العراق ويحاول اليوم إكمال هذا المخطط بخطف الثورات العربية والنيل من أهدافها القومية العربية وجعلها "تابعة" له كما كانت تلك الأنظمة الدكتاتورية السابقة مما يعني أن هذه الثورات سوف تنهزم ولن ترى "النصر" الذي قدمت من أجله آلاف الشهداء والجرحى وكأننا نقول "تيتي تيتي مثل ما رحتي مثل ما جيتي" كما يقول المثل الشعبي العربي!!لهذا كله نقول إن انتصار الثورة المصرية يعني انتصار "القومية العربية.. وانتصار القومية العربية يعني عودة مصر إلى دور "القيادة والريادة" ودور القيادة والريادة يعني أننا لا نريد رئيساً مصرياً بل نريده "عربياً" مصرياً[email protected]