12 سبتمبر 2025
تسجيلالحديث عن جيل الطيبين حديث ممتع وذو شجون، وما أجمله من حديث!. والخال الدكتور علي بن محمد اليوسف هو كذلك رحمه الله، فقد عرف عنه حرصه الشديد على صلة الرحم، ومتابعة أحوال أسرته وعائلته الكبيرة في قطر والسعودية، فتجده دائماً متواجداً في المناسبات أفراحها وأحزانها. ويدهشك تواضعه واحترام الصغير والكبير له. عاش من أجل خدمة وقضاء حوائج الآخرين، وكان يُحسن إلى الجميع حتى لمن يُسيء إليه ومن قصّر في حقه، تشعر أنه الأخ الأكبر للجميع رحمه الله. فهو أب للجميع وصمام أمان لهم ومصدر ثقة واعتماد، ويحترم الصغير ويُجلّ الكبير من إخوته رحم الله من رحل وحفظ الله من بقي من الأخوال (عبدالواحد وإبراهيم وعبدالعزيز) متعهم الكريم بالصحة والعافية وطول عمر في طاعته، وكان دائماً موافقاً لهم لا معارضاً، وحريصاً على الألفة والتراحم والتماسك، حتى مع أبناء إخوانه وأخواته كان لهم أباً وأخاً وصديقاً حميماً، ودائماً ما يبادر بالاتصال والاطمئنان عليهم وقضاء حوائجهم، فرحمك الله أيها الغالي الخال الوالد علي رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته. وكانت هناك رابطة قوية بينه وبين إخوانه، فإذا جلسوا مع البعض يتحدثون عن أيام مضت من حياتهم في قطر وصبيخه، وعلاقته رحمه الله مع شقيقه الوالد الخال إبراهيم - حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية - علاقة حميمية وقريبة جداً، وكلاهما كانا حريصين كل الحرص على متابعة أحوال بعضهم البعض حتى في سفرهم، فقد كان أخوه إبراهيم دائم التواصل مع أبناء أخيه الدكتور علي رحمه الله ويسأل عنه وعن أحواله. وكان الخال علي رحمه الله دائماً يأمر أبناءه بإطلاع عمهم إبراهيم على أحواله والمستجدات فترة مرضه. وكانوا كإخوة دائماً في رفقة مع بعضهم البعض في الزيارات وتأدية الواجب وصلة الأرحام، وكل واحد منهم يحرص على رفقة الآخر، والخال علي رحمه الله كان لا يتعدى أخاه (الخال) إبراهيم حفظه الله لأنه يكبره سناً، والخال إبراهيم يقدّر كثيراً تواجد أخيه الدكتور علي رحمه الله. وعرفه كل من عايشه وصحبه بطيبة قلبه وبأخلاقه من غير تكلف، وبهدوئه وتواضعه، وبابتسامته التي لا تفارقه، وحسن تعامله وحبه لعمل الخير ومساعدة الناس ولا يتردد في ذلك. أوصى رجلٌ بنيه فقال لهم «يا بني عاشروا الناس معاشرةً إن غبتم عنهم حنوا إليكم، وإن متم بكوا عليكم». ويا جمال شهادة الناس لك بالخير والذكر الطيب وثناءهم عليك -رحمك الله. وللدكتور علي رحمه الله من المواقف الكثير في خدمة ورعاية المرضى، منها: الأولى: أحدهم أصيب ابنه بحادث سيارة وأصبح مقعداً ويحتاج إلى علاج طبيعي في مستشفى آخر غير مستشفى اليوسف، وكان محتاجاً إلى سيارة إسعاف تنقل ابنه من البيت إلى المستشفى للعلاج الطبيعي، فذهب للدكتور علي رحمه الله وطلب منه المساعدة فخصص له سيارة إسعاف مع اثنين من الممرضين في أي وقت يحتاجهم يتصل عليهم ويأتون إليه للبيت للذهاب بابنه إلى المستشفى الآخر وليس مستشفى اليوسف، ورفض الدكتور علي رحمه الله أن يأخذ أي مقابل مادي على ذلك. الثانية: وهذا موقف لأحد الشباب تخرج بدبلوم في المختبرات الطبية وتوظف في مستشفى اليوسف، وكان الوالد الدكتور علي رحمه الله يحفزه بأن يجتهد ويلتحق بالمستشفيات الحكومية، لأنها أفضل مستقبلاً من مستشفيات القطاع الخاص، فلم يفكر رحمه الله في مصلحة مستشفاه وأنه موظف يعمل فيه، وإنما كان رحمه الله حريصاً على مستقبله وكأنه أحد أولاده. قال عنه ابنه أحمد - حفظه الله- عن والده «رحل عنا سندي وقدوتي وقوتي والدي الغالي الدكتور/ علي بن محمد اليوسف رحمه الله رحمة واسعة. وتبقى الذكريات الجميلة والنصائح المفيدة التي لها أثر جميل في حياتي. عاش يكابد الحياة، مرض بصمت ورحل بابتسامة رحمه الله. وماذا أقول عن نقاء قلبه ووفائه واحترامه لأسرته الصغيرة وعائلته الكبيرة حتى لمن يسيء إليه؟ وماذا أقول عن الألم الشديد الذي يعتصر قلبي بفقده؟ اللهم ارحم والدي واغفر له واجمعنا به في جنات النعيم». «ومضة» اللهم اجعل مرضه الذي غادر به الحياة كفارة له ورفعةً لدرجاته. اللهم اكتبه عندك من الصالحين والصديقين والشهداء والأخيار والأبرار، اللهم اكتبه عندك من الصابرين وجازه جزاء الصابرين. اللهم إن الخال الولد علي بن محمد اليوسف في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِ من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر له وارحمه، فإنك أنت الغفور الرحيم. اللهمّ بشّره بقولك «كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأيَّامِ الْخَالِيَةِ». اللهم شفّع فيه نبينا ومصطفاك محمدا صلى الله عليه وسلم، واحشره تحت لوائه، واسقه من يده الشريفة شربةً هنيئةً لا يظمأ بعدها أبداً. اللهم آمين.