12 سبتمبر 2025

تسجيل

الذكرى السادسة لرحيل الموسيقار عبدالعزيز ناصر

18 يوليو 2022

(1) تمر الذكرى السادسة لرحيل الموسيقار المبدع عبدالعزيز ناصر ( 1952 - 2016) لتحمل معها العديد من المآثر والذكريات الجميلة التي لا تنسى، فهو ملحن النشيد الوطني لدولة قطر وهو أيقونة الوطن والحب وهو ملحن القصائد الرائعة سواء كانت الوطنية منها أو العاطفية أو القومية الخالدة التي كانت بمثابة الصوت النابض بحب الأمة وقضاياها. فقد لحن عبدالعزيز ناصر للوطن وكان “أوبريت عيشي يا قطر“ للشاعر مرزوق بشير أول هذه الإبداعات التي صورت تلفزيونيا في سبعينيات القرن الماضي ولاقت نجاحا واسعا في تلك الايام. وكنت أستمع لهذا الأوبريت أثناء دراستي في مدرسة طارق بن زياد الابتدائية خلال طابور الصباح. (2) لحن عبدالعزيز ناصر للقضية الفلسطينية وللقدس ولبنان وقد كرس ألحانه الرائعة لخدمة العروبة وما مرت به أمتنا العربية من كوارث وأزمات سياسية، ووجه تلك الإبداعات ضد العدو المحتل والإشادة بالشعب الفلسطيني المناضل من أجل طرد المعتدي من الأرض المغتصبة. أما في مجال التراث فكانت ألحانه وما تزال تردد حتى هذه الأيام في المناسبات الاجتماعية والتراثية والوطنية مثل: - العايدوه - النافلة - باكر العيد - حنا جيناكم - أم الحنايا.. وغيرها كثير. (3) تبقى الأغنية العاطفية هي المرتكز الجميل في إبداعات عبدالعزيز ناصر التي لا تنسى أبدا، فقد سخر كافة إمكانياته من أجل جعل هذه الأغنية تنال حب الناس والتعلق بها بسبب إجادته لها والتفوق في تلحينها. فقد لحن - رحمه الله - لشعراء قطر وبعض دول الخليج المجاورة وكانت ألحانه يشار إليها بالبنان وحققت شهرة واسعة على المستويين المحلي والخارجي والتي ما زالت تردد لهذه اللحظة. وتبقى أغاني الفنان القطري الراحل “فرج عبدالكريم“ هي الاكثر عشقا لمن استمتع بها على مدى فترة التعاون بينه وبين عبدالعزيز ناصر (رحمهما الله). (4) أما تأسيسه لفرقة الأضواء الموسيقية والمسرحية فلها حكاية أخرى، فقد انطلقت بجهود فردية سنة 1966م برئاسة عبدالعزيز ناصر الذي أخذ على عاتقه إنشاء هذه الفرقة - رعم صغر سنّه - لتكوين مؤسسة تحتضن المواهب القطرية في الموسيقى والمسرح استطاعت أن تكون أول فرقة وطنية في هذا الميدان منذ ستينيات القرن الماضي واستمرت مع افتتاح إذاعة قطر سنة 1968م. وقدمت الفرقة المذكورة العديد من المواهب الغنائية والمسرحية للمجتمع استطاعت أن تواصل مسيرتها بنجاح بفضل تشجيع عبدالعزيز ناصر لها من خلال إيمانه برسالة الفن وانه لابد أن يحظى بنصيب أكبر من الرعاية والاهتمام داخل البيئة القطرية في تلك الأيام. (5) كان رحمه الله يستمع للرأي والرأي الآخر، وكان أيضا ممن يؤمن بأن الإنسان ابن بيئته التي ينتمي إليها ويخلص لها مدى العمر، ولذلك كان معظم ألحانه يعبر عن هذه البيئة التي انطلق منها فكان نعم المبدع والوفي لها طوال تعلقه بها. كما كان عبدالعزيز عف اللسان، طلق المحيّا، لا يحقد على أحد ولا يتحدث في أحد إلا بالخير، وكان يختار اللحن الذي يناسب كل قصيدة بعد أن يدرس النص ليقدم انتاجه للناس بحب منقطع النظير. (6) من ألحانه الخالدة اغنيته الوطنية “يا قطر“.. التي تقول كلماتها: يا قطر يا قدر مكتوب في كل لحظة يتابعنا لا احد يا قطر يقدر عن ترابك يفرّقنا عمري قطر روحي قطر يا ام الكرم والجود عمري قطر لأرضك قطر نشتاق ونعود (7) كلمة أخيرة: رحم الله المبدع والعبقري عبدالعزيز ناصر الذي لن يتكرر في مسيرة الوطن، هذا الإنسان الراقي والشغوف بحب الأرض حتى النخاع، حتى بادله الوطن نفس الشعور عندما منح جائزة الدولة التقديرية في مجال الموسيقى بكل جدارة واسحقاق كما نال وسام مجلس التعاون الخليجي. وصدق من قال: “المبدعون لا تنساهم شعوبهم إلى الأبد“.