14 سبتمبر 2025
تسجيلإن شخصية الإنسان بطبيعتها متغيرة ، فما يعجبك اليوم قد لا يعجبك غداً وما تحب فعله في السابق قد تكرهه الآن وبدون أي سبب فالمشاعر والأفكار تتغير وتجدد وتتطور ، وعندما كبرنا أصبحت أفكارنا وقناعاتنا يحكمها النضج والحكمة ففي سن العشرين مثلاً كنا نحب اقتناء السيارات الفارهة للمفاخرة والرياء، ولكن مع سن الثلاثين أصبحنا أقل تركيزا على هذا الشأن وأقل مع الأربعين وهكذا وقس هذا المثال البسيط على أمثلة كثيرة نتغير فيها عندما نكبر بالعمر وتعودنا الحياة على هذا التغير . فعندما كنا صغارا نبكى إذا لم نحصل على لعبة معينة أو قطعة حلوى نريدها ولم يشترها لنا والدانا ولربما نغضب من شدة الحزن ، ولكن عندما كبرنا أدركنا أن ليس كل ما تقع عليه أعيننا ونريده نحصل عليه ، فتغيرنا وأصبحنا أكثر تأقلماً وتعوداً مع الحاجة التى نريدها ولا نحصل عليها . ويقول الكاتب ديستوفيسكي ” الإنسان يستطيع أن يتعود على أي شيء” وهذا أكده الطبيب النفسي هكتور فرانكل في كتابه البحث عن معنى، ففيه يحكي عن تجربته في المعتقل إبان الحرب العالمية الثانية وكيف أن الكثير من المعتقلين تعودوا على أشياء لم يفكروا يوما فيها . ونتعرض لأنواع عديدة في حياتنا من التغير مثل تغير الأفكار وتغير المشاعر والذي يؤدي بدوره إلى تغير عظيم وهو تغير القناعات والقيم على مر السنين. ◄ خاطرة ،،، كلما كان الإنسان قريبا من ربه تمسك بثبات على قيم القناعة والتوكل على الله وتزداد قوته على مواجهة المصاعب والأقدار السيئة وازداد يقيناً بأن الخير يكمن أحيانا في الشر نفسه ولكن أنانية الإنسان وغطرسته قد تعمي قلبه عن رؤية هذا الخير. [email protected]