15 سبتمبر 2025
تسجيلقلت لأخي مجدي زهران: اضحك قبل أن أروي لك هذه النكتة. قال: أي نكته؟ قلت: نكته الموسم. ومن ثم سردت على مسامعه ما قاله أحدهم عبر شاشة التلفزيو: "إن الواجب يحتم علينا أن يكون لنا دور هام في أخذ بطولة كأس العالم من قطر"، إلى هنا والموقف الكوميدي لم يبدأ بعد، وهذه كانت المقدمة كما تعلمناها في الدراما، ولكن الحدث الأكبر والأهم عندما قال: "وأن نقوم بتنظيم هذا المونديال على أرض مصر"، ضحكت كما لم أضحك من قبل.. ما هذا الاستهبال، وهل هذا الإنسان بكامل وعيه. أولًا: لماذا لا تقام بطولة الدوري العام من دون حضور عشاق الكرة من أهل مصر المحروسة؟! وهل هذا الإنسان مصاب بالانفصام ولا يمر يوم أو ساعات محددة وتسمع عبر وكالات الأنباء ما يجري على ثرى مصر الحضارة.. يا سيدي ما يجري في كل المدن أمر محزن، ونحن أكثر حزنًا على مصر من أمثالكم، لأن مصر كانت وستظل الحضن الذي يضم كل أطياف الطيف.. مصر إذا كان ذلك الجاهل لا يعي ولا يدرك.. هي الصداقة والطيبة والكرامة، مصر لهذا الذي لا يعلم الشعر والموسيقى والطرب، وقبل هذا وذاك الإنسان الجميل والرائع. والآن مع الأسف هناك من يحاول أن يغلف مصر بأمور لا تستقيم، فقد كانت الريادة لمصر وتحوّل الأمر إلى تابع، والأدهى والأمرّ مصر الريادة في مجال الإعلام تتراجع، وتلفزيوناتها وبرامجها لا تستقيم مع واقع الحال، والبعض يخلط كل الأمور. يا سيدي حفظ الله مصر من أمثالك، لأن التي أرضعتنا الثقافة والفكر والفن أكبر بكثير من هذيان الذين يهدمون ولا يبنون وهم مع الأسف لا يقرأون وإذا قرأوا لا يستوعبون.. وكيف يستوعب من فقد الذاكرة؟!حفظ الله مصر من أمثالكم، لأنكم ترددون نكته سمجة وسخيفة دون أن تضعوا في الاعتبار أن مصر بحضارة سبعة آلاف سنة، تمر بظروف صعبة ومع هذا فهناك نماذج مشرفة. لا يمكننا سوى أن نقول: إن لنا هناك في قاهرة المعز من الصداقات والذكريات ما تشكل لوحات رائعة من لوحات الحياة.وأخيرًا أقول لأمثال هؤلاء: سحب بطولة كأس العالم نكته سخيفة، أو كما نقول بلهجتنا "نكته ماسخة". ومصر المعمورة مع الأسف الآن في ظل الواقع لا تستطيع أن تتحكم في مباراة طرفاها الأهلي والزمالك.. آه نسيت فعلًا المصري البورسعيدي والأهلي القاهري، ومع هذا أقول شكرًا اللاعب والمدرب الخلوق أحمد حسام "ميدو" على تصريحاتك بحق أصدقائك، فالرجال أيضا مواقف.. وما أكثرهم في مصر المحروسة.