11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن ما حدث في تركيا مساء يوم الجمعة الماضية، لهو ضرب من الخيال في عالمنا الحاضر، حيث قام الشعب التركي بالخروج الى الشوارع والوقوف امام بعض وحدات الجيش التركي ودباباته وطائراته وجنوده بكل ثقة واعتزام رافضا هذا الانقلاب العسكري البغيض الذي اساء الى الديمقراطية التي عاشها الاتراك بكل معانيها خلال العقد الأخير. لم تمر هذه الليلة كعادتها مرور الكرام بل كانت الأصعب في تاريخ تركيا المعاصر بكل ما تحمله من احداث متسارعة، حيث إن الانقلاب استند الى خيانة لبعض المرتبطين مع الأسف الشديد مع الخارج اكان أشخاصا او مؤسسات أو دولا. وقد اتضح ذلك جليا من خلال التصريحات المتبادلة والمختلفة المصادر والجهات حول نجاح الانقلاب العسكري وهروب الرئيس التركي طيب أردوغان الى الخارج وأسر عدد من المسؤولين وغيرها من الاخبار الكاذبة التي قاموا بترويجها بهدف بث روح الاحباط والانقسام والتسليم بالأمر الواقع من وجهة نظرهم.ولكن نظرا ليقظة هذا الشعب الشجاع والواعي لما يحدث حوله فقد انتفض ونزل رافضا هذا الانقلاب ومرددا بصوت واحد جهوري، يجب عودة الوحدات العسكرية الى ثكناتها ومصرا على الشرعية الدستورية التي ارتضاها لنفسه ومفصحا عن محبة كبيرة لحكومته بقيادة رجب طيب أردوغان.مرت تركيا بعدد من الانقلابات العسكرية على الأنظمة الديمقراطية في السنوات الأخيرة وكان أولها فى مايو عام 1960 وآخرها عام 1997 وهو ما سمي بالانقلاب الأبيض على حكومة رئيس الوزراء اربكان، وكان الهدف كما يدعي العسكر الحفاظ على أسس العلمانية وهي الدكتاتورية بأوجه مختلفة، ومع هذا الانقلاب الفاشل الذي تعدى كل معاني الوطنية والانتماء، بحيث ولأول مرة يتم قصف مبان حكومية ومنها مبنى البرلمان (قلعة الديمقراطية الحقيقية لأي بلد يحترم اصولها ). فهل كان الانقلاب لمصلحة البلد وتقدمها كما يدعون ام لتدمير البلد كما اتضح للعيان.هذا العمل الجبار الذي استمر عدة ساعات لم تنم معه تركيا بأكملها وضع خريطة جديدة لهذه القيادة والشعب معا، بحيث ما قام به أردوغان من نهضة شاملة لتركيا في جميع المجالات وقد ترجمت على ارض الواقع ووضعت تركيا في مصاف الدول الكبرى بالعالم، وهو ما يجنيه اليوم بوقوف هذا الشعب الكريم معه ورفض جميع المحاولات المتكررة لاسقاط النظام التركي.بلا شك ان هذه المحاولة الفاشلة رسمت الكثير وازاحت النقاب عن بعض المواقف المريبة والهادفة الى اجندة خاصة بها، والتي من المتوقع ان تترجم على ارض الواقع في السياسة التركية مستقبلا،وفي الختام يمكننا النظر الى ما تم في تركيا من عدة زوايا، لا نود الاطالة في ذلك ولكن العبرة في النهاية ان القيادة الناجحة هي من تعتمد في شرعيتها على شعوبها وليس على الغير مثلما هو حاصل مع الأسف الشديد في بعض الدول العربية والإسلامية.