20 سبتمبر 2025

تسجيل

اذكرني عند ربك..

18 يوليو 2016

مداخل الشيطان على الإنسان كثيرة، منا من يوفقه الله فيتنبه لها ومنا دون ذلك، إذ ما يدخل عليه الشيطان من مدخل إلا وتراه قد دخل عليه تارة أخرى بصورة ثانية وثالثة ورابعة وألف.. والأمر مسلسل مستمر بين الإنسان والشيطان، طالما بقيت حياة على هذه الأرض. اقرأ إن شئت قصة النبي يوسف -عليه السلام- حين وسوس له الشيطان، ودفعه في ثوان معدودات للاستعانة بغير الله في سبيل خروجه من السجن، فكان مشهد الحديث مع الساقي وأن يطلب منه حالما يخرج من السجن أن يذكّر الملك بأمره.. فكانت النتيجة أن لبث في السجن سنوات أخرى، يعاني فيها القهر والحرمان.لقد أراد الله سبحانه في ذلك المشهد وغيرها من مشاهد سابقة ولاحقة، أن يعلم نبيه الكريم دروسًا حياتية له ولكل من يأتي بعده إلى يوم الدين، أن الاستعانة بغيره، مهما عمل الإنسان واتخذ الأسباب، فلن يتمكن من إنجازه لو اكتفى فقط بقوانين الأرضي ونواميسها دون الالتفات إلى قوانين السماء، وخلاصتها: أن الذي يحقق الحاجات هو الله ولا غيره سبحانه. حتى تتمكن إذن من أمر ما وتُنجزه، فلا بد لك من أن تؤمن إيمانًا راسخًا ويقينًا تامًا أن الله هو من سيحققه لك لو استعنت به، عبر يقين راسخ ثابت وإيمان لا يتزعزع بأن الأمور كلها بيد الله.. فلو أراد لك النجاح وأنت مؤمن به سبحانه أنه سيحقق لك ذلك، فسيكون ذلك واقعًا لا محالة، طالما أنك تتخذ الأسباب والطرق الصحيحة والسليمة مع الاستعانة به سبحانه. أما حين يحدث العكس، فمهما كانت أساليبك صحيحة دقيقة، ولكن في الوقت نفسه يخالطك شعور خفي أن الأمر سيتحقق على يد فلان أو علان بسبب نفوذ أو قوة أو سلطة أو ما شابه، فاعلم أنك خاسر لا محالة.. وقصة النبي يوسف الصديق -عليه السلام- خير مثال على ما نقول، ولك أن تستزيد في قراءة تفسير الآية، لمزيد إيمان ويقين.