13 سبتمبر 2025

تسجيل

سلبياتنا في العيد

18 يوليو 2015

تحتفل الشعوب العربية والإسلامية في هذه الأيام المباركة بعيد الفطر المبارك (أعاده الله على قيادتنا الرشيدة والشعب القطري والمسلمين في كافة بلدان العالم باليمن والخير والبركات )، وكنت قد أوضحت في مقالي السابق بعنوان (الإجازة والعمل والعيد زمان) أن فرحة العيد والاستمتاع بهذه الأيام المباركة يحتاج إلى ضوابط، وأهمية أن نحرص على مراعاة حماية أجسادنا من الإرهاق الشديد لضمان عودة الموظفين إلى أعمالهم بنشاط، لأن عشوائية الترفيه والاستمتاع قد تكون سبباً في ضياع بعض الوقت في العمل بعد الإجازة بسبب إرهاق البعض، وأشرت إلى أنه في العيد معان ومشاعر جميلة تجمع الجميع حولها، تبادل التهاني والتبريكات ووضع البرامج للترفيه في الداخل والخارج، بين العائلة وعلى مستوى الأصدقاء والجيران والأهل، أما في مقالي هذا اليوم فأتحدث عن سلوكياتنا السلبية في العيد، تلك السلبيات التي يرتكبها البعض ويكون لها تأثير سلبي على عمله وحياته بعد العودة إلى العمل.في الأعياد قد يستعد البعض (ميسوري الحال ومحدودي الدخل) للقيام برحلات ترفيهية خارج البلاد، وفي سبيل تحقيق هذا يستدين بعض هؤلاء، ويسعد ويفرح بعض محدودي الدخل ممن يستدينون للقيام برحلاتهم، بإنجاز عملية اقتراضهم أو استدانتهم، لأن نجاح معاملاتهم من وجهة نظرهم تمثل الضامن لاستمتاعهم كأفراد أو عائلات بإجازة العيد، لكن للأسف الشديد قد يعود بعض هؤلاء، إن لم يكن أغلبهم إلى العمل بعد الإجازة وسط حالة من الكآبة الشديدة، وخاصة محدودي الدخل منهم، نتيجة كثرة ديونهم التي قد استدانوها بدون تنظيم عملية الوفاء بها، كما أنه لا يكاد يفي هؤلاء بهذه القروض أو المديونيات، إلا وتجدهم يقترضون مرة أخرى للحاق بمناسبة جديدة، إجازة عيد، إجازة صيف، إجازة منتصف العام، وغيرها من المناسبات التي يسعي البعض للاستمتاع بها من خلال الاقتراض والاستدانة، وتعد القروض من أهم السلوكيات السلبية التي قد تكون سبباً في عدم استقرار موظفين وأسر وعائلات وأفراد، وذلك لعشوائية البعض في الحصول عليها.في الأعياد أيضاً قد نجد البعض يستدينون في الأعياد لقضاء إجازة العيد داخل أحد الفنادق الكبرى أو المنتجعات داخل البلاد، ورغم أن هذا الأمر ينعش السياحة الداخلية، إلا أن الاستدانة أو الاقتراض للترفيه على أنفسنا بمثل هذه الطرق والسلوكيات قد تجعل بعض هؤلاء يعانون ويواجهون أزمات حقيقية جراء مثل هذه القروض، حيث قد يتحصل عليها البعض بدون وضع خطة للسداد، وهو ما قد يكون سبباً في تعرضهم لتلك الأزمات في المستقبل، والعجيب أن بعض هؤلاء المقترضين أو المستدينين قد يغلقون بيوتهم ويتركون كل من حولهم بحجة أنهم خارج البلاد، وذلك لقضاء إجازة العيد داخل أحد الفنادق أو المنتجعات السياحية، وينفقون مبالغ طائلة استدانوها من أجل الترفيه على أنفسهم، غير عابئين بأضرار مثل هذه السلوكيات عليهم وعلى من حولهم وخاصة الوالدين الذين قد يحرمون من أبنائهم في مثل هذه الأيام المباركة.وفي الأعياد أيضاً قد نجد البعض مستسلمين للجلوس داخل البيوت، في الوقت الذي يستدين فيه آخرون للاستمتاع بإجازة العيد، من هنا نعود لنؤكد على قول الله سبحانه وتعالي "ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ"، كما قال تعالى "وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"، ونؤكد أن علينا جميعاً الترفيه على أنفسنا وعائلاتنا في الأعياد، ولكن وفقاً لضوابط تضمن عدم تعرضنا لأزمات مستقبلية، وأن علينا الاستمتاع بالعيد، وبكل من حولنا (أهل، أقارب، جيران، زملاء، أصدقاء وغيرهم)، فقد منحنا الشرع الحق في "الترفيه" عن الأنفس في مثل هذه المناسبات بما "يتماشى" مع ديننا الحنيف، وأن علينا التوسعة على أهل بيوتنا، والحرص على إدخال السعادة على أنفسنا وعلى كل من حولنا من والدين وزوجات وأبناء ويتامى ومساكين وبسطاء ومحتاجين، وذلك وفق قدراتنا المادية والصحية والظروف من حولنا، وأخيراً أقول للجميع عيدكم مبارك والله من وراء القصد.