12 سبتمبر 2025

تسجيل

الأديب الطبيب نجيب الكيلاني (1)

18 يوليو 2014

لا يعرف كثير من القراء ان الطبيب الأديب نجيب الكيلاني كان في طفولته المتأخرة (12 سنة)، مريضاً بالبلهارسيا، وكان يقيم مع اسرته في بلدة زفتى ويقطع حوالى 7 كيلومترات سيراً على الأقدام للعلاج في بلدة ميت غمر، ويعود في نفس اليوم في القطار. وأثناء علاجه في ميت غمر وجد مثله الأعلى في طبيب الوحدة العلاجية الذى كان يجمع الأطفال المرضى ويثقفهم في مجال الصحة والوقاية من الأمراض. وظلت صورة هذا الطبيب ماثلة أمام عينيه حتى حصل على شهادة التوجيهية (الثانوية العامة)، القسم العلمي عام 1949م، والتحق بكلية الطب أملا ان يحذى حذو مثله الأعلى طبيب الوحدة العلاجية (المثقف الصحي). ويشاء الله أن يحقق أمنيته عندما عمل في دولة الإمارات – وبعد قيام الاتحاد – أن يختار ميدان الثقافة الصحية، ويتمكن من نشر الوعى الصحي في كل إمارات الدولة من رأس الخيمة والفجيرة حتى أبوظبي، بل ويصبح العضو الدائم في وفد الإمارات لدى مجلس وزراء الصحة لدول الخليج العربي. أردت بهذه المقدمة أن أبرز لشبابنا العربي مدى أثر القدوة والمثل الأعلى في حياة الإنسان. ولنتكلم الأن عن حياة نجيب الكيلاني، فحياة الكيلاني وأعماله قدوة يُقتدى بها. ولد نجيب الكيلاني في قرية "شرشابة" مركز زفتى، محافظة الغربية بمصر، في أول يونيو 1931م. حصل على شهادة الثقافة العامة 1948م، ثم على التوجيهية (القسم العلمي) عام 1949م ثم التحق بكلية الطب القصر العيني (جامعة فؤاد الأول)، هذا على الرغم من نبوغه وتفوقه في مجال الأدب والشعر في المرحلة الثانوية، فقد كان له في هذه المرحلة الدراسية أكثر من ديوان شعر. وأثناء المرحلة الجامعية تقدم لمسابقة وزارة التربية والتعليم في الرواية الطويلة عام 1957م وفاز بالجائزة الأولى عن روايته الطريق الطويل.في عام 1960م تخرج في كلية الطب، وعمل عقب تخرجه بالوحدة المجمعة بمسقط رأسه "شرشابة" وتزوج في نفس العام، ثم انتقل للعمل بوزارة المواصلات حتى عام 1965م. وترك مصر في مارس 1968م ليعمل في الكويت وانتقل في العام نفسه إلى الإمارات عن طريق الكويت طبيباً عاماً تابعاً للبعثة الطبية الكويتية. وظل بمستشفى الكويت بدبي حتى قيام الاتحاد، فكلف بإنشاء المجلس الطبي، والصحة المدرسية، وإدارة التثقيف الصحي، وكان مديراً للثلاثة، إلى أن اتسعت فاكتفى هو بإدارة التثقيف الصحي وظل مديراً لها حتى سن التقاعد. وقد منّ الله عليه بثلاثة أولاد وبنت من زوجته الأديبة الإسلامية كريمة شاهين. وفي مارس 1995م، انتقل الى رحاب الله تعالى بعد صراع طويل مع المرض الخبيث بعد عمر حافل بالجهاد في الميدانين الطبي والأدبي. أما عن أعماله الأدبية فنستطيع أن نقول أن بدايات الكيلاني القصصية كانت مبشرة بمولد كاتب متميز، فقد حصل في منتصف الخمسينيات على عدد من الجوائز الهامة مثل:جائزة المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، وجائزة مجمع اللغة العربية، وجائزة نادي القصة، والميدالية الذهبية، وجائزة الشبان المسلمين، وجوائز عدة من وزارة التربية والتعليم بمصر.