19 سبتمبر 2025

تسجيل

أهل العزائم

18 يوليو 2014

إن طريق الدعوة إلى الله طريق لا يثبت عليه إلا الرجال أهل العزائم.وهذه سنة الله أن يجعل السبيل الموصل إلى الجنة وعرا وصعبا ولا يقوى عليه إلا أهل الإيمان والتقوى.فلهذا كان على السائر على طريق الدعوة إلى الله أن يقرأ الإرشادات والتنبيهات حتى يدعوَ إلى الله على بصيرة من أمره...ومن تلك التنبيهات والمزالق التي تعتري الداعية في طريقه هو أن يكون الداعية قليل الصبر في تعامله مع بعض المواقف.فلا تكن كالزجاجة... تتأثر من أدنى موقف يعرض لك من جميع طبقات المجتمع.. فأنت لا تمثل ذاتك ونفسك وإنما تمثل ما تحمله من مهنج ودعوة.. فلتصبر ولتجاهد نفسك على أن تستمر على هذا الطريق وإن عرض لك ما عرض... فلنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة وقدوة.. والجنة حفت بالمكاره.. فإن لم تصبر وتجالد.. فاذهب والعب مع اللاعبين..نعم لا تكن كالزجاجة.. بعملٍ لم تملك فيه نفسك وعاطفتك ستهدم أكثر مما تبني.. فاحذر من هذه المواقف... ولا تخط خطوة واحدة حتى تعرف أين تخطو، ولماذا، وما هي النتائج.فبهذا نسلم من كثير من المتاعب والصعوبات التي نواجهها دائماً.. والله المستعان.هذا من جهة، ومن جهة ثانية لن يقوم أو يدوم أي عملٍ صالح إلا إذا كان يسير على خطة مرسومة وعقدٍ واحد مرتص منتظم.وهنا لفتة مهمة للغاية... قد تغيب عن الأذهان مع غمرة النشاط وأيام العمل..... ونوردها في سؤال " ما هي النظرة المستقبلية لأنشطتنا الدعوية؟ ".نقطة حساسة هي جديرة بأن يقف الداعية عندها ويجيب عليها بواقع ملموس في نشاطه.هذا هو باختصار ما لابد أن يعتنى به ويراعى في أعمالنا ويخصص له وقت لنقاشه ومعرفته.وهذه النقطة تعتمد أصالةً على ما يحمله العمل من أهداف وقواعد راسخة..فعمل بلا أهداف وغايات.. فراغ وعبث.. فلا نسخر الطاقات إلا في أعمال ذات قواعد متينة تحقق ما نرجوه من الثمرات لخدمة الدعوة إلى الله.