15 سبتمبر 2025

تسجيل

بين إرهاب الانقلابيين وثبات المعتصمين

18 يوليو 2013

أتعجب كثيرا من قسوة الانقلابيين وقتلهم المصريين بدم بارد خاصة وهم ساجدون، لكن المثير للإعجاب أكثر هو ثبات الجرحى والمصابين والمعتصمين، ثباتا يجعلك تظن أنك في عهد الصحابة والتابعين، ونحن اليوم دخلنا في اليوم العشرين اعتصاما سلميًا مستمرا في الميادين سواء في المحافظات أو نهضة مصر أو رابعة العدوية، ومازلنا بكامل ثقتنا بالله القوي المتين، إرهاب الانقلابين وهم خليط من العسكريين والمخابرات والشرطة والشيوخ والبابوات وأمن الدولة والإعلاميين والبلطجية، فيقسم بالله شهود عيان وأنا منهم أننا ذهبنا للحرس الجمهوري رافعين المصاحف مفتوحة بأعداد غفيرة من العلماء بالعمائم الأزهرية الناصعة فأمطرونا بجرعات كثيفة من الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع والقيئ؛ فقتل خمسة وجرح أكثر من ٣٠ يوم الجمعة ٥ يوليو 2013م، وما بقي أحد إلا كاد أن يموت من الاختناق، ولم تمر عشر دقائق حتى تجمعنا وبقينا ثلاثة أيام نخاطب جيشنا وحرسنا الجمهوري بأرقى وأرفع أسلوب - رغم مجزرتهم - ولنا مطلب واحد هو الإفراج عن الدكتور مرسي حتى قال لي العميد أركان حرب مجدي أبو المجد قائد وحدة المظلات: لم أجد قوما أرفع أخلاقا منكم، ومع هذا لما جاءتهم الأوامر ترقبوا ساعة صلاة الفجر، وقتلوا عند السجود بكل ما نتخيله من إمكانات حربية في معارك شيطانية اشتركت الشرطة مع الجيش، وهما لا يجتمعان في الحروب الخارجية كحرب الصهاينة معا لكن غرفة عمليات يقودها السيسي وصبحي صدقي رئيس الأركان ووزير الداخلية لقتل الساجدين حتى فاق الشهداء المائة منهم سبعة أطفال وخمسة من النساء وفوق الألف من الجرحى بالرصاص الحي مكتوب عليه الوحدة العسكرية التي تمتلك هذا الرصاص في تحد سافر للشعب الأعزل ولم أرَ في حياتي دما يهرق كما رأيت في الأثواب والأرض كما رأيت في مذبحة الساجدين في الحرس الجمهوري، ولم أرَ جريحا بين المئات إلا وهو ثابت قوي أبي يقول بصوت لا يضعفه إلا آلام الجراح النازفة: نحن فداء لديننا ومصرنا ودستورنا ورئيسنا ويقسمون علينا: لا تعطوا الدنية في ديننا، ولا تتراجعوا عن حماية مصرنا من الانقلابيين على ثورة ٢٥ يناير، لا أحد يوصي بالزوجة والعيال أو الأب والأم، بل كل الوصايا لمصر والمصريين الذين يستحقون حياة كريمة يختار كل مصري بصوته الانتخابي دستوره ورئيسه وممثليه وحكومته ولا تفرض بالإملاءات الصهيوأمريكية، لهذا فرح بنو صهيون بالسيسي الذي أمَّن الصهاينة من حكم المصريين الأحرار لبلدهم وهم موقنون أن نهضة مصر هي نهضة العرب والمسلمين والأمة كلها، وقديما قيل: لو فتحت مصر فلن تقوم لدولة الرومان قائمة إلى يوم الدين، فلما دخل الإسلام مصر فاتحا على يد عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي السرح بعد أربع سنوات من الجهاد وهي أطول بلد استغرقت وقتا طويلا لفتحها لكن لما فتحت مصر انتهى الرومان تماماً بعد عشرة قرون، ويقيني أن الصهيوأمريكان يدركون هذا جيدا من قديم ويعملون على تركيع مصر وجعلها ذيلا لهم كما كان نظام مبارك وعمر سليمان، لكن الشعب الذي وفقه الله لثورة ٢٥ يناير صار يؤثر الموت عزيزا على حياة الذل والعار، يا قوم هناك أسود بالميدان من الأخوات قبل الإخوة، فهذه أم قتل ولدها فدفنته وجاءت بزوجها وأولادها جميعا للميدان وهذه أخت أخرى تبكي حرقة أنها لم تنل الشهادة، وهذا الأستاذ الجامعي العملاق د محمد وهدان يمسك الميكرفون أثناء الضرب الكثيف يثبت الناس حتى اعتقله الحرس الجمهوري وهو تحت سياطهم ورشاشاتهم وقد أمروا الجميع في نذالة نادرة أن يزحفوا على الأرض ووضعوا أرجلهم على رؤوس المصريين وطلبوا منهم سب الدكتور محمد مرسي بشتائم لا يمكن روايتها فلم يسبه واحد من السبعمائة بل هتفوا جميعا وراء العالم الجامعي د.وهدان هتافا لله ثم لمصر وللدكتور مرسي، وهذا تلميذي النجيب الشجاع أبو بكر خضر يعتقل في الحرس وقام ضابط بتوجيه الرشاش لصدره وهو ثابت لا يهاب الموت ولا يخاف الضابط ورشاشه، لكن خزنة الرصاص كانت قد فرغت من قتل سابق فانهال عليه بأسفل بندقيته على رأسه وهو يهتف: "يارب" بقوة أذهلت المجرمين، أما مذبحة الساجدين رقم ٣ في رمسيس بعد الحرس الجمهوري والعريش فأقسم بالله أن الشباب الذين اخترق الرصاص الحي أجسادهم كانوا ذاكرين شاكرين ويمسك أحدهم بيدي يعتصرها بقوة الرجال قائلا: أرجوكم يا دكتور لا تتراجعوا أو تهنوا بسبب دمائنا فنحن وهبنا حياتنا لله، ثم لتحرير مصر من الانقلابيين.