16 سبتمبر 2025
تسجيلهناك أقلام خلقت من أجل الفكر والفن والإبداع والثقافة في شمولية الكلمة وهناك أقلام خلقت من أجل العبث والضحك على الذقون.. ذات صباح كنت برفقة أخي محمد والصديق الفنان سيار الكواري في دولة خليجية، وشاهدنا بائع الجرائد الصباحية ينادي على جرائد يحملها، ويطلق صرخة مدوية، وزير خارجية إحدى الدول الإفريقية تمارس الدعارة في مطار إحدى الدول الأوروبية، كان هذا في عام 1973 والفضول دعانا لشراء أكثر من نسخة، قلبت عبر كل صفحات الجريدة ولكن أين الخبر؟ قلت هل عميت يا حسن!! أعدت مرة أخرى الكرّة من الصفحة الأولى إلى الصفحة الأخيرة، ولكن لا أثر لذلك البنط الرئيسي والعريض، أين الخبر؟ طبعاً في عام 1968/1969 كان الأستاذ الإعلامي الكبير عبدالحميد الحديدي يقدم لنا نماذج من الأخبار ومن ضمن هذه الأخبار كيف يتم نشر الأكاذيب على أنها حقائق ولكن هل يصل الأمر في الصحافة المقروءة إلى هذه الدرجة من التلفيق والكذب والدجل على هذا النحو، وهل بمقدور القارئ لاحقاً أن يصدق ما ينشر في تلك الجريدة؟ ولكن هذه الأقلام قامت على الإثارة، الآن عرفنا لماذا كان يصر أستاذنا المرحوم عبدالحميد الحديدي على الابتعاد عن الإثارة عبر وسائط الإعلام، لأن مثل هذا الأمر يخلق البلبلة وقد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه في المجتمع الساكن الهادئ، ولكن النماذج التي تمارس هذا الدور في الصحافة من الكثرة بمكان، هناك نوع آخر من الأقلام ومثل هذا النموذج تمارس دورها ولكن عبر أكاذيب من وجهة نظرها أنها لا تضر، لأنها ذات ارتباط عضوي مثلاً بقضايا الفن والفنانين. كان الصديق سنان المسلماني في فترة اصدار مجلة أخبار الأسبوع يحاول أن يدقق كثيراً وكان يطلب مثلاً التسجيل الصوتي، وفي إطار نشر ما لم تحدث حدث ولا حرج، فذات مرة كنا في مهرجان مسرحي في الرياض وحضر أحدهم، وهو يشتهر في الوسط المسرحي بهذا الإطار، وكان يراسل مجلة فنية في دولة خليجية، وعندما قرأت المقال تعوذت بالله، ما هذا؟ فقد نشر ذلك الدعي تحت مسمى الناقد أن فلاناً الفلاني قد حضر وقدم محاضرة قيمة حول المسرح الخليجي، كما ترأس عدداً من الاجتماعات. كان ذلك المسكين في أحد المستشفيات الأوروبية، ولم يحضر لا إلى الرياض ولا أي اجتماع، قد يقول قائل من أين استقى ذلك الدعي إذاً تلك المعلومات، أقول من الكتيب الخاص ولم يكلف نفسه البحث عن الحقيقة، هذه نماذج من ألف نموذج، أحدها مثلاً وقد حصل أخيراً على قلم، أخذ يصفي حساباته الوهمية، بعيداً عن الحقيقة، نعم هناك حقائق جارحة ولابد للإنسان أن يتكشف عنها، حتى لا يعم الوباء والبلاء، لأن هذا دور المواطن الشريف. وللحديث بقية......