11 سبتمبر 2025

تسجيل

محاربة الفساد واجب الجميع

18 يوليو 2012

 تواجه العديد من الدول في العالم مشكلة اقتصادية واجتماعية خطيرة جدا ألا وهي الفساد المالي والإداري بكل أشكاله وتلويناته ولذا نجد تلك الدول وكل المهتمين بهذا الشأن يعملون على محاربة ومواجهة الفساد وتخليص مجتمعاتهم من هذه الظاهرة الخطيرة والضارة على الاقتصاد والمجتمع معا فمن خلال الفاسدين والمفسدين يتم لي ذراع القوانين والأنظمة والتعليمات واستغلال الوظيفة وواجباتها نظير مصالح خاصة تتركز في جمع الثروة من أموال سائلة وأصول وأراضي وعقارات وبيوت وسيارات فارهة وكل ذلك على حساب اقتصاد وطننا وثروته وبدون وجه حق وبدون أي جهد مشروع أو عرق جبين ففي فلسفة الفساد لا يمكن لأي منشأة أن تبني نجاحا متواصلا وسليما ولا يمكن إتاحة الفرصة الكاملة للمخلصين والأوفياء وأصحاب المبدأ لأن يعملوا بجد وحرية كاملة.  وفي ظل فلسفة الفساد يتم هدر الأموال والإمكانات العامة والخاصة وتحويلها إلى مصالح خاصة على حساب مصالح المساهمين والعامة بدلا من المحافظة عليها وتعظيم الموارد والإمكانات المتاحة وفي ظل فلسفة الفساد يتم تشويه سمعة المنشأة والبلد وسياسة الاستثمار فيها أمام المستثمرين المحليين والقادمين من الخارج وبدلا من أن تتحول إلى منطقة جاذبة للاستثمار تصبح منطقة منفرة للاستثمار والمستثمرين وبعكس ما نبتغي وننادي به صباح مساء في جذب وتحفيز المستثمرين للقدوم والاستثمار في أوطاننا والمشاركة مع مؤسساتنا وشركاتنا في القطاعين العام والخاص وفي التنمية الاقتصادية المنشودة.  وفي ظل فلسفة الفساد يتكاثر الفاسدون والذين يسعون وبشكل جهنمي للتغرير والإيقاع بآخرين للدخول إلى حلبة شباكهم وبالتالي فهم يعملون على نشر فلسفتهم وتوسيع رقعتها مما يكون له آثار خطيرة جدا في نشر ثقافة ومنطق الفاسدين في الوصول إلى الربح السهل والسريع وفي تغليب المصلحة الخاصة على المصالح العامة وإيجاد مختلف الفتاوى والتبريرات لقيامه بعقد الصفقات الملتوية وجمع الثروات دون جهد يذكر وبطرق غير مشروعة هذا بدلا من العمل على نشر فلسفة الجد والعمل المخلص والكسب المشروع القائم على الكسب من عرق الجبين والأخلاق ومن خلال الأنظمة والتعليمات المشروعة والتي تجيزها القوانين والأخلاق قبل كل شيء.  إن هناك تجارب كثيرة في العديد من الشركات وحتى الدول في هذا العالم قد انبلت بمرض الفساد والمفسدين فكانت النتائج كارثية عليها وعلى المستثمرين فيها وعلى اقتصادها وكان نتيجة ذلك الغرق في بحر الديون والمديونية والبطالة والفقر والحرمان ولعدة سنوات وربما عقود وآخر مثال على ذلك شركة انرون التي كانت تسمى الشركة العملاقة والتي انهارت وتهاوت معها حقوق موظفيها ومساهميها وأحدثت خللا وشرخا كبيرا في الاقتصاد الأمريكي وهناك أمثلة كثيرة في هذا العالم لما أحدثه الفساد والمفسدون في شركات ومصانع كبرى وحتى اقتصادات دول بذاتها.  ونحن وبكل ما في أوطاننا من مخلصين لدينا القناعة بأننا نستطيع بناء اقتصادات قوية ومعافاة من كل الشوائب بفضل جهد وعرق كل الأوفياء والمخلصين وكذلك وجود الإرادة السياسية المصممة والتي يتم الإعلان عنها دوما بضرورة الكشف عن كل الفاسدين والمفسدين وتقديمهم للعدالة والتي لها كلمة الفصل في النهاية بتبرئة من هم أبرياء وفي معاقبة من يستحق العقاب وحتى يكون ذلك رادعا لمن يحاول مستقبلا وحتى نتمكن من بناء اقتصادات قوية سليمة نفاخر بها الدنيا كلها وكذلك الاستمرار في طريق التنمية الشاملة بفضل جهدنا الذاتي وعدم انتظار المنح والقروض من هنا وهناك وبذلك فقط تستطيع تلك الدول أن تعمل بشكل فعلي وجدي لحل ما تعانيه من تواصل اتساع جيوب الفقر والبطالة والانطلاق نحو بناء مستقبل مشرق خال من الفاسدين والمفسدين.