25 سبتمبر 2025

تسجيل

كلينتون "معلمة" بالقاهرة.. و"تلميذة" في تل أبيب !!

18 يوليو 2012

الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى القاهرة مؤخراً حملت معها دلالات غير مشجعة وغير مريحة، بل نستطيع القول إنها زيارة "أوامر" قبل أن تكون زيارة رسمية لدولة ثائرة ورئيسها خرج من رحم ثورة 25 يناير التي انتفضت على الطغيان والدكتاتورية وعلى التبعية. لقد شاهدنا وشاهد العالم أجمع كيف أن كلينتون كانت تقف "معلمة" أمام رئيس جمهورية مصر العربية المنتخب الدكتور محمد مرسي وكيف كانت "تلقنه" الدروس في الديمقراطية وكيفية أسلوب وطريقة الحكم. وشاهدناها أيضا كيف كانت أيضا "معلمة" أمام المشير طنطاوي رئيس المجلس العسكري الأعلى وهي "تعلمه" و"تأمره" كيف يجب أن تعود القوات المسلحة إلى دورها في حماية البلاد وكيف يجب أن يكون دور هذه القوات المسلحة في الحياة السياسية. وشاهدناها أيضا كيف تقف "معلمة" أمام من التقت بهم من القيادات السياسية المصرية تعطيهم الدروس وكأنهم تلاميذ أمامها. شاهدنا هذه المناظر لهذه "المعلمة" وهي "تأمر" جميع هؤلاء التلاميذ وتحثهم على استيعاب الدرس، خاصة حفظ درس معاهدة كامب ديفيد وضرورة حفظ  هذا الدرس في مناهجهم الدراسية وعدم نسيان أو شطب أو الاقتراب من هذه المعاهدة المشؤومة. وشاهدنا "المعلمة" وهي توزع "المكافآت" المالية لمن يحفظ هذه الدروس وإلا فلن تقدم هذه "المعلمة" أية معونة مالية للراسبين. شاهدنا هذه "المعلمة" وهي تدوس بأقدامها ثورة 25 يناير وتحاول طمس وتشويه صورة هذه الثورة وتفريغها من محتواها الثوري الذي انتفض من أجل "كرامة" مصر و"حرية" مصر و"استقلال" الدور المصري بعيداً عن التبعية الأمريكية.. أو الخنوع للعدو الصهيوني. وبالمقابل شاهدنا هذه "المعلمة" كيف تحولت إلى "تلميذة" مطيعة عندما التقت بالصهاينة في تل أبيب وشاهدنا كيف أن هؤلاء الصهاينة من شيمون بيريز إلى نتنياهو إلى كل الصهاينة الآخرين يقفون أمامها وكأنهم أساتذة يأمرونها بما يجب عليها القيام به ويلقنونها الدروس في كيفية التعامل مع الآخرين وهي خانعة راضية مستسلمة لكل أوامر هؤلاء. إن الفارق بين هاتين الصورتين بين صورة كلينتون "المعلمة" في القاهرة و"التلميذة" في تل أبيب يؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية تنظر للعرب نظرة "القاصرين" ونظرة "المحتاجين" و"المتسولين" والأهم من كل ذلك نظرة "الضعفاء" و"المستسلمين" ولأنهم كذلك لابد من إذلالهم وقهرهم وضربهم على قفاهم. بينما تنظر للعدو الصهيوني "الحليف الاستراتيجي" و"الشريك الفعلي" لها، لهذا وقفت في القاهرة مثل "المعلمة" ووقفت في تل أبيب مثل "التلميذة".