19 سبتمبر 2025

تسجيل

في يوم عادي.. قد..

18 يوليو 2011

في يوم عادي قد تستيقظ من نومك متعباً كأنك لم تنم، قد تقوم متثاقلاً في رأسك عشرات المشاريع الصغيرة لكنك فاقد الرغبة في البدء بأي منها بفعل ضيق غريب ينتابك وأنت ترى عالمك العربي الوسيع ينز غماً، وهماً، ودماً عزيزاً يهدر صباح مساء، ربما تمسك بالجريدة فتقلبها ثم تزيحها جانباً، لأن داخلك يئن بألم آخر صوره مدممة لشهيد سقط ضحية عشق الكراسي في يوم عادي كثيراً ما لا نلتفت إلى الورقة التي ننزعها من الرزنامة، فقط نظرة خاطفة على اليوم والتاريخ ثم (نفعصها) ونطوح بها لتصل إلى أقرب صندوق قمامة يصادفنا (لا ننتبه إلى أننا نلقي بأعمارنا) دون أدنى اكتراث، لا نفكر إن كنا سنظل ننزع هذه الورقة كل يوم حتى نصل إلى آخر ورقة لنحتفل كالعادة بعام جديد (مش مهم يكون سعيد) لا نفكر إن كنا سنبقى حتى آخر ورقة على (قيد الحياة) أم إننا سنكون (قيد الموت) حيث يكمل غيرنا انتزاع بقية الأوراق المعلقة على رزنامة الحائط كالعادة وبنفس عدم الاكتراث حتى يحين الأجل! منذ أيام انتزعت ورقة الرزنامة وقبل أن أكورها لألقي بها بعيداً لتستقر في السلة البعيدة دق الباب، تركت ورقة الرزنامة مكانها على الطاولة أمامي، ولما عدت وجدتني قد تركت الورقة على ظهرها، ورأيتني أقرأ عنواناً لافتا يقول (أذكر أمك دائماً) وتحت العنوان قرأت (أراك مشغولا بزوجك وقد حملت، تؤرقك أناتها، وتعيش أنت معاناتها، وتقلب وجهك في السماء رجاء سلامتها، مسلك طيب لا ألومك عليه بل أحمده فيك، ولكني أريد أن تذكر بها (أمك)، وتتصور معاناتها وهي بين رجاء وخوف، إنها ترجو قدومك، وشبح الموت يطاردها، غير أن الله تعالى قسم لك موقعا في أرضه، وقدر لك البقاء لترى تلك العاطفة نحو زوجك، وما خطرت ببالك من ولدتك، ألم يشملها القول الكريم (حملته كرها ووضعته كرها؟) تذكر ماذا لها عندك؟ كان هذا ما كتب على ظهر ورقة الرزنامة والذي وجدته رسالة لمن شغلته الحياة فنسي في زحمة انشغالاته الحبيبة، التي طالما اعطت وما انتظرت، ولقد مرت على مسامعي شكاوى كثيرة، ورأت عيني دموعا أكثر لأمهات شكون من عقوق الأولاد، وإحساسهن بالاغتراب، رغم كثرة الأولاد والبنات، وكم أشفقت على أمهات أعرف كم بذلن من حب وتضحية لأبنائهن وما حصدن إلا الأهوال والنسيان وما ارتجين من أولادهن إلا السؤال فقط السؤال!! شخصيا وددت أن تقع ورقة هذه الرزنامة بفحواها ليقرأها (فلان الفلاني) المتخم بسفراته، ومشاريعه، وزياراته، وطلعاته، وأولاده وبرصاته، وزوجاته، وبيزاته عله يستشعر أنين أمه التي أوجعها، وأبكاها، وأحزنها، بغيابه الطويل عنها وبخله بالسؤال، مجرد السؤال. * * * * * طبقات فوق الهمس: * عصابة كل عام التي تتآمر على صومنا لتفرغه من معناه، وتجرنا بوقاحة شرسة إلى تضييع وقار رمضان وحرمته، تلك العصابة تقطع البرامج لتقدم لنا (مقاطع رقص على الواحدة ونص) وعري، وقبلات، وهجص، وهلث، وقلة أدب مما سيقدم في مسلسلات رمضان، ثم يعلق المذيع بصوته الرخيم بعد كل مقطع مسف، فيقول "رمضان يقربنا"! يقربنا من إيه لا مؤاخذه؟ * إلى السادة المسؤولين بوزارة الداخلية هناك تحرش مقصود بالشباب من كثيرات في المولات يتبخترن بملابس النوم الفاضحة.. (الله يخليكم اعملوا حاجة). * بدأ الزحف على المولات، ومراكز التسوق استعدادا لموقعة (التخزين) السنوية لما نريد وما لا نريد، ولإهدار ميزانية نصف عام، والتهمة نلبسها لرمضان البريء! وكأننا يا جماعة مقدمون على مجاعة؟! * من الآن والبعض يرصد الجامع الذي سيصلي فيه في رمضان، بينما البعض يرصد مواعيد المسلسلات التي قرر قضاء السهرة بصحبتها! * ونحن مقبلون على رمضان، إحسب إلى أي حد وصلت جروحك، إلى أي عمق آلمتك، وحاول أن تكون النبيل الذي يعفو عن احبابه ويصفح.