23 سبتمبر 2025

تسجيل

الاقتصاد الذاتي

18 يونيو 2023

الاقتصاد الذاتي هو جوهر الدولة الذكية، واذا كان حديثنا عن الانتقال من العالم التقليدي الى العالم الرقمي ثم عالم المعرفة ومعها الى الاقتصاد الرقمي واقتصاد المعرفة فإن الغاية العليا هي الدولة الذكية والاقتصاد الذاتي، هذا يتطلب نسج منظومة تقنية شاملة متكاملة عن وعي وادراك وتصميم وخطة واستراتيجية هادفة، في بيئة حاضنة ممكنة لمثل هذا التحول الضروري واللازم في هذه اللحظات التاريخية، صحيح ليس هنالك حديث اليوم من قبل الآخرين إما لكونهم مشغولين باحداث الازمات أو لكونهم غارقين في ارث النظام التقليدي، لكن العناصر امامنا والتطور المتسارع امامنا وبعض الرؤية تمكننا من تصور المستقبل وهذه التقنيات القادمة ستكون البنى الاساسية لدول المستقبل، اما نأخذ بروح المبادرة أو ننتظر لكل خيار تبعات وتداعيات نعلمها، بمجرد مد النظر يمكن التعرف على مشارف ما هو قادم فهل نعد له ام نتوارى خلف الاعذار، هذا المستقبل يقوم على تقنيات الجيل القادم، ونواة الاقتصاد الذاتي سيكون الذكاء الآلي، وليكون الذكاء الآلي قادرا على العمل على أكمل وجه لابد من وجود الجيل الخامس للاتصالات أو 5G ومن بعده G6 فعالم الذكاء الآلي والاقتصاد الذاتي لا يحتمل الانقطاع أو التأخير فالسيارات ذاتية القيادة تحتاج اتصالات لا تنقطع اي على اكبر احتمال مراكز بيانات تير ٤ وايج كمبيو تنق، اي ان تحليل ورد فعل المركبات والمسيرات يكون آنيا فيتم تحليل البيانات في ذات المكان ويتم التحليل الاعمق في مراكز البيانات، والمصانع ستعتمد الروبوتات والطباعة المجسدة او الثلاثية الابعاد، ومن اجل انترنت الاشياء اي ربط جميع الاجهزة والآلات بالانترنت، اذا الاقتصاد الذاتي سيكون في حالة عمل متواصلة ومستقل واعداد العاملين رفيعي المهارات والمعرفة هم من يديرون العمليات ويدرسون النتائج ويعالجون اي اعطال او عدم انسجام النظام والعمليات المطلوبة، الخدمات تتم من خلال التطبيقات والمنتجات تتم من خلال المصانع بشكل تلقائي ومبرمج، ما هي السياسات والاجراءات المطلوبة، وكيف يتم تشكيل وصياغة وبناء مثل هذه النظم، خطوة خطوة وبرنامج نرنامج وتجربة تجربة، فهي عملية انشاء وتكوين والمخيلة والعزيمة والجهود والابداع والجرأة هي مكونات العمل، لا تردد و لا تراجع ولا تشكيك، فالمستقبل واضح لكن لا احد يحققه، كل هذه التقنيات متوافرة اليوم وقد تستمر في التطور لكن لا احد يعد لها بطريقة شمولية فكل بلد او شركة تعتمد تقنية او تطورا معينا لكن ليس هنالك اعداد متكامل كلي شمولي لوضع منظومة متكاملة لمواكبة التطورات في مجملها ولكن ليس هناك شك ان الدولة الاولى التي ستحقق مثل هذه النقلة ستكون في موضع يمكنها من تحقيق طموحاتها بشكل يواكب مجمل التطورات وليس لدينا فكرة عن حجم مثل هذا التقدم ولكن نعلم ان ايقاع وحركة الزمن تدفع وبشكل حثيث لمواكبة هذه النقلات التقنية العلمية من تقنية النانو الى تقنية التحكم في الحمض النووي الى استخدامات الذكاء الآلي الى استخدام الكمبيوتر الكمومي الى انترنت الاشياء ولا نغفل اهمية البطاريات لمستقبل الاقتصاد الذاتي، كلها متجمعة تقنيات المستقبل ستكون المحدد للانسانية مع اضافة علوم الفضاء ممكن ان نكون صورة للمستقبل وضرورة الاخذ بالاسباب لتمكين الامة من مجاراة ما يحدث في العالم، الغالب على الحراك العالمي هو الارتجالية في المشهد العام دوليا، فكل تقنية وكل تقدم ينتج في زاوية من زوايا العالم دون ترتيب حسب التطور وحسب الامكانات والقدرات والتخصص، لكن ليس هناك من يعمل لجمع هذه التقنيات بشكل واع واستراتيجي وكأن الجميع ينتظر ان تتجمع هذه التقنيات في مكان واحد بحكم الواقع، لكن عمل منسق لربط وتوليف نظام متكامل شامل لا احد حتى الآن يعمل على ترتيبه او تركيبه، فكل تقنية وكل استثمار وكل استحواذ عليها يفتح الباب لتمكننا من الريادة في عالم الغد، والاهم هو صياغة هياكل بنية دولة تكون اساس للدولة الذكية.