11 سبتمبر 2025

تسجيل

انتصرت الأمة الإسلامية في رمضان غزو المغول للإسلام أعاد بناء القوة الإسلامية

18 يونيو 2016

قال صاحبي: في بداية العصر المملوكي الذي يعد من المنظور الحضاري، عصر التألق في عالم الإسلام، جاء الخطر المغولي الداهم الذي هدد الوجود الحضاري الإسلامي الحق في الصميم بالانهياز الماحق، ولكن شاءت الإرادة الإلهية الطليقة لأمتنا الإسلامية آنذاك أن تمثل فعالية هذا المد الهمجي، وذلك عندما استطاعت الأمة الإسلامية أن تلم شتاتها المعبثر، وتعيد نظم حبات عقدها الذي انفرط من جديد، بالفعل انتصرت أمتنا على هذا الخطر الوبيل في معركة عين جالوت الحاسمة "15 رمضان سنة 658 هـ - 3 سبتمبر 1260م". وتعتبر موقعة عين جالوت بحق إحدى الوقائع المهمة ليس في تاريخ مصر والشام فحسب، ولا في تاريخ الأمم الإسلامية وحدها، بل في تاريخ العالم بأسره، ونحن لا نعدو الحقيقة إذا قلنا إن هذه الموقعة الحاسمة، تفوق في أهميتها كل الوقائع الحربية الحاسمة في العصور الحديثة، لأنها لم تكن حرباً ضد شعوب عراقية متحضرة تحكمها قواعد وقوانين متعارف عليها، تخفف بعض الشيء من ويلات الإنسانية، وإنما كانت إيقافاً لحرب همجية، شنتها قبائل بربرية متوحشة، سفاكة للدماء، مخربة للعمران البشري ضد سكان المدن في كل مكان، فانتصار هذه القبائل – أي قبائل التتار أو المغول – كان معناه القضاء المبرم على حضارة العالم الشرقية والغربية آنذاك ومن هذه الزاوية تكون موقعة عين جالوت قد تركت في تاريخ البشرية قاطبة أثرا أشد وأقوى مما تركت كل هذه المعارك.وهكذا استطاعت أمتنا الإسلامية أن تحافظ على التراث الحضاري الإنساني من الانهيار والضياع في رمضان، وذلك عندما تصدت بعزيمتها الفولاذية التي كونها لديها إشعاع الصيام الإيماني، وأثره الأخلاقي الفعال في تربية النفوس وصياغة الرجال الأقوياء في ضوء نسق إيماني معجز، ما كان له أن يكون حقيقة بلجاء ملموسة البصمات لولا الصيام ولمساته الإيمانية الحية.