30 ديسمبر 2025
تسجيلهاهو الضيف الكريم على ميعاده يعلن عن بدء رحلة جديدة مع عذوبة روحانية تعتلي معها النفوس وتنجلي معها الهموم وتغدو الحياة بحلة معطرة بعبق التروايح والتهجد والصوم .. تلك المواقف الإيمانية التي نتشوق لها لأننا فى الأصل نتشوق لعظيم عطايا الله ولعظيم الخضوع لله بالعبادات التي لا تخلو من جمال الصبر وروعة المثابرة رمضان ليس مجرد فرصة بل هو هبة ومنحة ورحمة يتعلم تحت مظلته المسلم كيف هي قدرته على إدارة مشاعره وتنظيم رغباته وتوظيف طاقاته فى المواطن التي تجعل حياته مزرعة للخير ، وعينيه تتطلعان ليوم الحصاد وساعات القبول إنها محطة مهمة وفارقة يتعلم من خلالها الفرد كيف يعطي وهناك ثقة تحتضن عطاءه وحسن ظن يمهد طرقا ربما بدت وعرة أمامه ورمضان مرحلة تعليمية يفهمها من تأمل كيف يجتمع الحرمان مع جمال العطاء ! فعندما يؤجل المسلم رغبته فى الطعام والشراب وفى ذات الوقت يبذل مالديه بسخاء ، سيدرك أن هذا الحرمان الإيجابي هو بمثابة غربلة واستنطاق لما يمتلكه من قدرات وفضائل شخصية ربما تغيبت فترة عن معارفه أخي الكريم / أختي الكريمة اغتنموا رمضان لتهذيب نفوسكم وتعزيز قواكم والقرب من الله ثم القرب من أنفسكم ، فلن تكون هناك فرصة أجمل من ذلك ليتعلم الإنسان إن فى داخله من المعروف مايكفيه لمواجهة نقصه ومواجهة تناقضات الحياة .رمضان ليس موسما للعبادات فقط ، بل هو موسم لإكساب الطفل القيم والمهارات السلوكية التي تُشكل بدورها أخلاقيات وثوابت تصحح من نظرة الطفل للحياة إن مشاركة الطفل في الصيام والقيام هو نوع من تدريبه وبوسائل عملية على أهم المعاني التي يحتاجها لخوض الحياة بكفاءة واسترخاء تام ،، فعندما تقدم له الأوامر بقالب من التعزيز والترغيب هنا سيكتسب أبناؤنا البذل والمجاهدة كقيمة أخلاقية تسمو بها النفس ويعلو معها الطموح إننا نسأل الله بلوغ رمضان كما نسأله البركة فيه ، ذلك أن بركة رمضان لا تقتصر على الصوم فقط وإنما على مايحف هذا الشهر من أدبيات على المستوى الفكري والسلوكي تجعل المسلم أكثر نقاءً وترفعا عند التعامل مع أحداث الحياة على اختلافها وتنوعها