03 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لفلسطين مكانة حباها الله تعالى بها، فهي الأرض المباركة المقدسة على وجه الخصوص لضمها بيت المقدس، والشام على وجه العموم, مثلها كأرض الحجاز، حيث تقع مكة المكرمة، كما تمتاز فلسطين بمكانتها المقدّسة في الأديان السماوية، فإلى فلسطين توجه رسول الله موسى ابن عمران وأخوه هارون بقومهما من مصر، وقبل ذلك وفد إليها إبراهيم النبي ولوط عليهما السلام من أرض الرافدين، وفيها ظهر أنبياء آخرون، أمثال داود وسليمان وأيوب وعيسى ابن مريم عليهم السلام أجمعين، ومنها انطلق رسل وأنبياء إلى الشعوب والأقوام الأخرى لهداية الناس، وإليها أسري بمحمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، ومن فوق أرضها عرج إلى السماوات العلا بأمر الله.هذه المميّزات الإستراتيجية الدينية لفلسطين في الزمان والمكان، انعكس عليها سلبيا في كثير من النواحي، وإيجابا من نواح أخرى، فانتشرت فيها المدن والقرى والموانئ البحرية، وأشكال الحضارة الأخرى من جانب، وفي الجانب الآخر، تعرضت لأطماع الأعداء والغزاة على مر الزمن وحقب التاريخ.ولموقع فلسطين الجغرافي، أهمية إستراتيجية أخرى، وللتدليل على على ذلك، بحسب روايات التاريخ المكتوب، أنه عبر أراضيها انتقلت جيوش الفتح الإسلامي إلى إفريقيا وأوروبا، وضمّت أرضها أضرحة العديد من الأنبياء والصالحين، كما احتضن ترابها قبور صحابة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وعاش فيها كما انتقل إليها العديد من كبار العلماء والفقهاء المسلمين، وفيها قبور وأضرحة قادة كبار من الجيش الإسلامي، كذلك انتقلت عبرها اللغة العربية ومخزونها الثقافي والحضاري إلى العالم، ودخلت عبرها جيوش الغزاة إلى الأرض العربية في المشرق والمغرب بكلا الاتجاهين، فهي لذلك تمثل صمّام الأمان للأمن القومي العربي في الحاضر، كما في الماضي، ومنها ينطلق السلام إلى العالم، وفيها يموت السلام، وأطلق عليها في القديم "أرض السلام".ومن هذه الأهمية "الدينية والجغرافية والتاريخية" التي تجمّعت لهذه المنطقة من الكرة الأرضية، كانت فلسطين ولا تزال تشكل المكان الذي يحسم فيه عرب بلاد الشام ومصر وشبه الجزيرة العربية معركتهم مع الغزاة، كما كانت مسرحا للصراع ما بين الإمبراطوريات الفارسية والمصرية والرومانية والبيزنطية الذي استمر قرابة مائة قرن، لم ينته إلا بمجيء التحرير العربي لفلسطين إبان الفتح الإسلامي. على هذه الأهمية الدينية والجغرافية والتاريخية، وما سيلي من آيات ودلائل لاحقا، أفلا يستحق ذلك منا أن نستنهض هممنا ونسترجع ما ضاع منا، خاصة إذا علمنا أن أنظار العدو الصهيوني المجرم وأطماعه لا تقف عند حدود فلسطين، بل تتعداها إلى أرض العرب من النيل إلى الفرات وأكثر من ذلك, ولنعلم جميعا علم اليقين أن القدس وفلسطين كانت وما زالت على مدى التاريخ هي مقياس عزة الإسلام والمسلمين أو عدمه، فمتى كانت بيت المقدس في كنف المسلمين، دلّ ذلك على علوّ شأنهم وقوّتهم وعزّتهم، ومتى خرجت من أيديهم فهم ليسوا بالمستوى الذي أراده الله لهم لقيادة الناس وهداية العالم، ودائما القدس بيد الذي يحكم العالم ويتحكم بمصيره.والسؤال الآن، لماذا أسمى الله سبحانه وتعالى، فلسطين بالأرض المباركة, وما سبب بركتها.. وماذا يميّزها عن سائر الكرة الأرضية؟.سترد هذه المقالات خلال الشهر الفضيل على هذه التساؤلات بمرجعية ما جاء في القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، وبما قاله العلماء، ولن نغفل ما قاله قادة الفكر والرأي في هذا الشأن أيضا... وإلى الغد بمشيئة الله.