12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لقد حثت الشريعة الإسلامية على فعل الخير، وبينت فضله لما يقتضيه من مصلحة عامة لكل فئات الناس، الغني منهم والفقير، فالغني لتزكية ماله ونفسه، والفقير لنيل المصلحة التي قد لا تأتي إلا عن طريق الغني، ولكي يعلم الفقير أن شرع الله مطبق في الأرض فلا يشعر بالغيرة من الغني بل يتمنى من الله زيادة غناه وإبقاءه على حاله.وقد عظم الإسلام من شأن العمل الخيري ولو كان صغيرا، في قوله تعالى: "فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ" (الزلزلة: 7)، وقال سبحانه: "إِنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا" (النساء: 40). كما مدح القرآن فاعلي الخير والداعين إليه، وذم الذين يمنعون الخير، فقال تعالى: "وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ. هَمَّازٍ مَّشَّاءِ بِنَمِيمٍ. مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ" (القلم: 10-12)، فجعل من أوصاف هذا المشرك الذميمة جملة من الرذائل؛ مثل: كثرة الحلف، والمهانة (حقارة النفس)، والهمز (الطعن في الآخرين)، والمشي بين الناس بالنميمة، وكثرة المنع للخير، والاعتداء، والإثم، وهكذا نجد صفة أو رذيلة (مناع للخير) ضمن ما ذمه القرآن الكريم به، وقال تعالى: "وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (الحج: 77)، وقال: "وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ" (آل عمران: 115). ومن الأحاديث الواردة في فضل الخير والصدقات كذلك عن بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذاً رضي الله عنه إلى اليمن، فقال: "ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؛ فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة؛ فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم"، هذا هو الشاهد، وقال صلى الله عليه وسلم: "ما نقص مال من صدقة"، وفي الحديث الصحيح عن رسول الله: "وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه "رواه مسلم.وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال أيضاً: "ما من يوم يصبح فيه الناس إلا وينزل فيه ملكان يقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، والثاني يقول: اللهم أعط ممسكا تلفا" رواه الشيخان، قال النووي -رحمه الله- في معنى الحديث : " قال العلماء : هذا في الإنفاق في الطاعات ومكارم الأخلاق وعلى العيال والضيفان والصدقات، ونحو ذلك، بحيث لا يُذم ولا يسمى سرفا ، والإمساك المذموم هو الإمساك عن هذا.