19 سبتمبر 2025
تسجيلمرت علينا قبل أيام ذكرى النكسة عام 1967 التي انهزمت فيها الجيوش العربية أمام جيش العدو الصهيوني وحلفائه الغربيين خاصة الولايات المتحدة الأمريكية لكن الإرادة العربية انتصرت في هذه الحرب رغم تلك النكسة لأن العدو الصهيوني لم يحقق هدفه من هذه الحرب بإعلان استسلام العرب له وما حدث هو العكس تماماً عندما رفض الشعب المصري العظيم ومعه الشعب العربي تنحى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وطالبه هذا الشعب بقيادة المرحلة القادمة إدراكا من الشعب بأن قيادة عبدالناصر قادرة على تحقيق النصر وتحويل هذه النكسة إلى قوة لاستنزاف العدو وبناء القوة العسكرية المصرية والعربية من جديد لتحقيق النصر وهذا ما حدث فعلاً فقد قبل عبدالناصر مبايعة الشعب من جديد ودعا إلى مؤتمر قمة عربي في الخرطوم بعد النكسة مباشرة وخرج هذا المؤتمر باللاءات الثلاث لا تفاوض.. لا اعتراف.. لا صلح.. وتمكن القائد عبدالناصر من إعادة بناء الجيش المصري وكسب التأييد الشعبي حتى أصبح هذا الجيش جاهزاً لتحقيق النصر لكن يد القدر امتدت لروح القائد وانتقل إلى جوار ربه قبل أن يشاهد هذا النصر الذي عمل من أجله طويلا. ما يهمنا اليوم أن نتذكر ما رافق بناء هذا الجيش من تحضيرات مادية ساعدته على إعادة البناء وشراء الأسلحة الحديثة وبناء اقتصاد مصر ولم يكن أن يتم ذلك لولا حملة "المجهود الحربي" فقد أعلنت مصر ومعها الشعب العربي عن تنظيم حملة تبرعات شعبية تحت عنوان "المجهود الحربي" واستطاع الشعب العربي من المحيط إلى الخليج جمع الأموال لدعم القوات المسلحة المصرية والسورية ودعم الاقتصاد المصري مما مكنه من القدرة على تحقيق هدف النصر. اليوم نحن بأمس الحاجة إلى حملة تبرعات مماثلة تحمل عنوان "دعم المجهود الثوري" وهدف هذه الحملة الشعبية حماية الثورات العربية التي نجحت حتى الآن خاصة في تونس ومصر وإيصالها إلى أهدافها في النصر.. فالثورة التونسية والثورة المصرية بحاجة ماسة الآن إلى دعم شعبي عربي خاصة في الأموال خاصة إذا علمنا أن هاتين الثورتين تحاصران الآن مالياً من الغرب ومن الإدارة الأمريكية إلا إذا وافقت هذه القيادات الشابة الثورية على تحقيق الرغبات الغربية والأمريكية والصهيونية ولعل إعادة تزويد العدو الصهيوني بالغاز المصري بأبخس الأثمان خير شاهد على ذلك عندما تم الضغط المباشر على القيادة المصرية بضرورة إعادة ضخ الغاز إلى العدو الصهيوني يضاف إلى ذلك التهديدات الأمريكية بوقف المعونة الأمريكية التي تقدمها إلى مصر البالغة ملياري دولار سنويا علما بأن هذه المبالغ تذهب للشركات الأمريكية وخبرائها ومستشاريها وللعصابة الفاسدة لنظام حسني مبارك المخلوع. ولعل ما نسمعه اليوم من محاولات غربية وأمريكية من دراسة كيفية تقديم المساعدة للثورة التونسية والثورة المصرية ورصد بعض الأموال لدعم هاتين الثورتين يبعث إلى القلق والخوف على مصير هاتين الثورتين لأن مثل هذه الأموال القادمة من الغرب وأمريكا بالذات لن تكون بلا ثمن والثمن كما نتوقع هو تفريغ هاتين الثورتين من مضمونهما الثوري ومصادرتهما والاستيلاء على أفكارهما الثورية وتحويلهما إلى توابع للغرب وأمريكا وبهذه الحالة تعود حليمة إلى عادتها القديمة وتعود تونس ومعها مصر إلى دول عربية تابعة للغرب وذيلا لأمريكا كما كانت في عهد النظام السابق في كلتا الدولتين وتعودان أيضا إلى التحالف والصداقة مع العدو الصهيوني وتذهب بذلك دماء شهداء الثورات بلا ثمن وتخفق هذه الثورات في تحقيق النصر. لهذا كله فإنني اقترح القيام بحملة عربية شعبية لجمع الأموال تقوم بها الجهات المدنية من مؤسسات مدنية وجمعيات أهلية وأحزاب بعيدا عن الأنظمة الرسمية العربية لأن أغلب هذه الأنظمة لا تتمنى النصر لهذه الثورات ولتكن هذه الحملة الشعبية تحت عنوان دعم المجهود الثوري.