02 نوفمبر 2025

تسجيل

أردوغان رجل تركيا القوي

18 يونيو 2011

لو قلت أن رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا معجز كثير من حكامنا، عربا وعجما في محراب المواقف السياسية لما قلت شططا.. الرجل صاحب المقولة الشهيرة: "المساجد ثكناتنا، والقباب خوذنا، والمآذن حرابنا والمؤمنون جنودنا".. حزب العدالة والتنمية في تركيا بقيادة أردوغان سجل انتصاراً جديدا في الانتخابات النيابية العامة التي جرت الأحد الماضي.. أردوغان رفع نسبة تأييده الشعبي من 47% عام 2007 إلى 49%.. المراقبون يقولون أن ازدياد التأييد الشعبي علامة على تفويض لأردوغان ليحكم تركيا بمفرده لولاية ثالثة. مواقف سياسية كثيرة تبين معدن الرجل رغم البراغماتية التي يوصم بها.. اقتصاد تركيا قفز إلى المرتبة (17) عالميا بفضل سياسة حزب العدالة والتنمية وبلغت نسبة النمو 9% وهي نسبة نمو الاقتصاد الصيني العملاق القادم بقوة.. خارجيا استطاع أردوغان إحداث اختراق في العلاقات مع العالم العربي عبر مواقفه القوية تأييداً للقضية الفلسطينية وكسر الحصار على قطاع غزة.. كان أوردغان يوما أعجوبة منتدى دافوس.. ذلك المنتدى الذي سمح للصهيوني شمعون بيريز ليقول إنه يفعل ما يشاء ومايريد في غزة وسط تصفيق الحضور وهو يكلمهم عن بربرية جيشه.. فأمطرهم بالأكاذيب والمغالطات.. ماذا قال بيريز بوقاحة لأردوغان: هل كنت ستسكت لو أن أستانبول قذفت بصواريخ؟! وكأن إستانبول تحتل أرضاً وتجوع شعباً وتقتل الأطفال والنساء!!، لكن أوردغان غضب للغمز واللمز الذي وجهه بيريز للمسلمين وهو ينظر إليهم بدونية واحتقار.. رغم غضب لرجل إلا أنه كان هادئ الفورة فقال كلاما مازالت تتردد أصداؤها في الخواطر المكتوية بالانهزامية.. من خلال منطق آسر تحدث أردوغان مذكراً بفضل الدولة العثمانية على اليهود أيام الاضطهاد والتعذيب الأوربي. وأدان بشجاعة -يحسده عليها الحكام العرب -الغرب الذي صفق لبيريز وهو يدافع عن تلك الفظائع التي لم تستنهض ضميرا.. أردوغان كان يتحدث في ذلك المنتدى المشبوه بصعوبة بسبب التشويش والمقاطعة، فكان المشهد صورة طبق الأصل لذلك الفصل المدرسي عندما يثير الحُساد من التلاميذ الضوضاء للتشويش على زميلهم الذي يتميز عليه بالذكاء.. في ظل ذلك الجو الطفولي خرج أردوغان من ذلك المنتدى.. خرج وعقد مؤتمراً صحفياً قال فيه مايريد قوله بدون مقاطعة.. خرج أردوغان لأنه سيد نفسه.. أردوغان عاد من دافوس إلى بلاده قائدا عظيما بعد أن وضع النقاط على الحروف وقال ما لا يقدم على قوله زعيم عربي جهراً.. إسرائيل عنده كيان قبلي مجرم، يرأسه المجرمون.. المجتمع الدولي منافق ومتآمر.. وذكر أنه من أمة يجب أن يتكلم معها بيريز وأشباهه بأدب.. على حكامنا أن يرتشفوا من أردوغان الرحيق ويحفوا به كما تحف أمواج النحل بالأزاهير.. براغماتية تركيا حتى في ظل حزب العدالة والتنمية بقيادة أوردغان تشجع الغرب والولايات المتحدة على التعامل معها رغم الميول الإسلامية المعروفة لحزب العدالة والتنمية.. الرئيس الأمريكي باراك أوباما في سعيه (الجاد) لخطب ود العالم الاسلامي رأى امكان قيام تركيا بدور حيوي في تعزيز العلاقات مع العالم الاسلامي.. بل دعاها إلى إلى المساعدة في تجسير الهوة بين العالم الإسلامي ودول الغرب.. أوباما صاحب الجذور الاسلامية والذي أثارت انحناءته للعاهل السعودي في مؤتمر قمة العشرين الأخيرة كنوع من الاحترام الكثير من الجدل في أمريكا قال وهو متوجه إلى تركيا: "سوف نعبر عن تقديرنا العميق للدين الإسلامي، الذي ساهم في صياغة عالم أفضل، بما في ذلك بلادي، عبر قرون عديدة".. كلام أوباما المعسول لم يمنع جماهير حزب العدالة والتنمية وهم الأغلبية بحكم نتائج الانتخابات من التعبير عن اعتراضهم على زيارة أوباما وهتفوا "أوباما, لا تأت إلى تركيا" و"أوباما, أخرج من أفغانستان". وحمل العديد من المتظاهرين لافتات كتبت عليها عبارات مثل "لا للحلف الاطلسي" و"اوباما عد إلى ديارك". اقتصاد تركيا قفز إلى المرتبة (17) عالميا بفضل سياسة حزب العدالة والتنمية وبلغت نسبة النمو 9% وهي نسبة نمو الاقتصاد الصيني العملاق القادم بقوة.. خارجيا استطاع أردوغان إحداث اختراق في العلاقات مع العالم العربي عبر مواقفه القوية تأييداً للقضية الفلسطينية وكسر الحصار عن قطاع غزة تكرس الولاية البرلمانية الثالثة لحزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب أردوغان المنعطف الكبير الذي شهدته تركيا منذ عام 2002 على الصعيدين الداخلي والخارجي.